للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثم قال: «غريب عن ابن جريج، لا نعلم رواه عنه غير إبراهيم»، يعني: موصولاً بذكر ابن عباس، وهو مشهور عنه مرسلاً.

قلت: وهذا حديث منكر؛ محمد بن حميد الرازي: حافظ؛ أجمع أهل بلده على ضعفه، وكذبه بعضهم، وهو كثير المناكير [راجع ما تحت الحديث رقم (١٠٤٤)، والحديث رقم (١٣٠٢) ثم إن إبراهيم بن المختار التميمي الرازي: صدوق، ضعيف الحفظ، يُتقَى من حديثه ما كان من رواية ابن حميد عنه، وهذا قد رواه عنه: محمد بن حميد الرازي، والله أعلم.

• خالفهم فأرسله: سفيان الثوري [ثقة حجة، أمير المؤمنين في الحديث] [وعنه: وكيع بن الجراح، وهو: ثقة حافظ، من أثبت أصحاب الثوري]، وحجاج بن محمد المصيصي [ثقة ثبت، من أثبت أصحاب ابن جريج]، وعبد الرزاق بن همام [ثقة حافظ، وهو راوية ابن جريج]، وإسماعيل ابن علية [ثقة ثبت]:

عن ابن جريج، عن عطاء، قال: قال رسول الله : «خمروا وجوهكم، ولا تشبهوا باليهود».

ولفظ عبد الرزاق [عند ابن حزم]: قال ابن جريج، عن عطاء: إن مات المحرم قبل أن يرمي الجمرة فيُغيَّب رأسه، بلغني أن النبي قال: «خمروا وجوههم، ولا تشبهوا باليهود».

ولفظ ابن علية [عند سعيد بن منصور، ومن طريقه: ابن الجوزي]: عن عطاء، قال: إذا مات المحرم خمر وجهه؛ فإن رسول الله قال: «خمروا وجوههم، ولا تشبهوا بأهل الكتاب».

أخرجه سعيد بن منصور [عزاه إليه: ابن عبد الهادي في التنقيح (٢/ ٦٢٢/ ١٣٦٣)، والذهبي في التنقيح (١/ ٣٠٣)]، وابن أبي شيبة (٨/ ٣٣٢/ ١٥٠٣٩ - ط الشثري)، وعبد الله بن أحمد في العلل (٢/ ٣٨٣/ ٢٧٠٩)، وابن حزم في حجة الوداع (٢٧٣)، والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٣٩٤)، وفي الخلافيات (٤/ ١٨٥/ ٣٠٢٠)، وابن الجوزي في التحقيق (٨٥٨).

قلت: وهذا مرسل بإسناد صحيح، وهو منكر المتن.

قال ابن حزم في حجة الوداع: «هذا حديث مرسل، لا يقوم بمثله حجة، ولا يحل أن يترك له السنة في أن: لا تخمروا وجهه، حتى لو صح هذا الحديث والسند لما كانت لهم فيه حجة؛ لأنه ليس فيه أن ذلك يفعل بالمحرم، وإنما هو حديث عام، فلو صح لوجب أن يستثنى منه المحرم بحديث ابن عباس، فنكون قد استعملنا كلا الحديثين، إذ لا يحل غير هذا في ما صح من الأحاديث، ولا يجوز أن يترك منها شيء لشيء آخر، فكلها في وجوب الطاعة لها سواء، ولكن العجب والشأن في من ترك الصحيح لسقيم لا يعارضه ولا يخالفه، وبالله تعالى نعتصم».

<<  <  ج: ص:  >  >>