د - ورواه عبد الله بن مسلمة القعنبي [ثقة ثبت]، وحماد بن خالد [ثقة]:
حدثنا عبد الله بن عمر، عن عبد الرحمن بن القاسم [ثقة]، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر؛ أنه قال: كنتُ أخرج وعليَّ ثوبان مضرجان في الحرم مع ابن عمر، فلا ينكر عليَّ. لفظ القعنبي [عند ابن عبد البر].
ولفظ حماد [عند ابن أبي شيبة] قال: كان الفتيان يحرمون مع ابن عمر في المورد، فلا ينهاهم ولا ينكر عليهم.
أخرجه ابن أبي شيبة (٧/ ٤٥٧/ ١٣٣١١ - ط الشثري)، وابن عبد البر في التمهيد (١٠/١٧).
قلت: عبد الله بن عمر العمري: ليس بالقوي، وهو إسناد صالح في المتابعات.
هـ - وروى مالك، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، أنه قال: كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف: أن لا تخالف عبد الله بن عمر في شيء من أمر الحج، قال: فلما كان يوم عرفة جاءه عبد الله بن عمر حين زالت الشمس، وأنا معه، فصاح به عند سرادقه: أين هذا؟ فخرج عليه الحجاج، وعليه مِلحَفَةٌ مُعَصفَرةٌ، فقال: ما لك يا أبا عبد الرحمن؟ فقال: الرواح إن كنت تريد السنة، فقال: أهذه الساعة؟ قال: نعم، قال: فأنظرني حتى أُفيض علي ماء، ثم أخرج، فنزل عبد الله، حتى خرج الحجاج، فسار بيني وبين أبي، فقلت له: إن كنت تريد أن تصيب السنة اليوم، فاقصُرِ الخطبة وعجّل الصلاةَ، قال: فجعل ينظر إلى عبد الله بن عمر، كيما يسمع ذلك منه، فلما رأى ذلك عبد الله، قال: صدق سالم.
أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٥٣٤/ ١١٨٧ - رواية يحيى الليثي)(١٤٥٥ - رواية أبي مصعب الزهري)، ومن طريقه: البخاري (١٦٦٠ و ١٦٦٣)، والنسائي في المجتبى (٥/ ٢٥٢/ ٣٠٠٥) و (٥/ ٢٥٤/ ٣٠٠٩)، وفي الكبرى (٤/ ١٥٣/ ٣٩٨٤) و (٤/ ١٥٦/ ٣٩٨٩)، وابن خزيمة (٤/ ٢٥٢/ ٢٨١٠) و (٤/ ٢٥٣/ ٢٨١٤)، والطحاوي في أحكام القرآن (٢/ ١٣٢/ ١٣٨١)، وغيرهم. [التحفة (٥/ ١٤٤/ ٦٩١٦)، الإتحاف (٨/ ٣٩٠/ ٩٦١٧). المسند المصنف (١٥/ ١٢٨/ ٧١٩٢)] [ويأتي تخريجه مفصلاً بطرقه وألفاظه عند أبي داود برقم (١٩١٤)، إن شاء الله تعالى].
وقد استدل به الطحاوي على أن:«خروج الحجاج وعليه معصفرة، وهو يومئذ محرم، فلم ينكر ذلك عبد الله عليه، فدل ذلك على أن ابن عمر لم يكن يرى العصفر من الطيب الذي يحرمه الإحرام على المحرم».
و - وروى معاذ بن معاذ [العنبري: ثقة متقن]، قال: حدثنا ابن عون [عبد الله بن عون: ثقة ثبت]، قال: نُبئت أن ابن عمر كان يكره أن يجلس على الفراش المصبوغ بالزعفران وهو محرم. لفظه عند أبي داود، ولفظه عند ابن أبي شيبة: نبئت عن ابن عمر؛
أنه كان يكره أن يجلس المحرم على الفراش المصبوغ بالزعفران.