صدوق، فقال في حديثه: أن رسول الله ﷺ خطب الناس بعرفة [يأتي برقم (٨)].
وممن نص على أن النبي ﷺ إنما ذكر هذا الحديث في الخطبة: سفيان بن عيينة، وحماد بن زيد، وابن جريج، وهشيم بن بشير، قال ابن عيينة: يخطب على المنبر.
• وممن احتج بحديث شعبة هذا على تأخر حديث ابن عباس عن حديث ابن عمر:
• أبو بكر النيسابوري، فقد نقل عنه الدارقطني في السنن (٣/ ٢٤١): «سمعت أبا بكر النيسابوري، يقول: في حديث ابن جريج، وليث بن سعد، وجويرية بن أسماء، عن نافع، عن ابن عمر، قال: نادى رجل رسول الله ﷺ في المسجد: ماذا يترك المحرم من الثياب؟ وهذا يدل على أنه قبل الإحرام بالمدينة.
وحديث شعبة، وسعيد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس؛ أنه سمع النبي ﷺ يخطب بعرفات؛ هذا بعد حديث ابن عمر».
• وكذلك البيهقي، فقد قال في السنن (٥/ ٥١): ورواه غيره [أي: العباس بن يزيد]، عن ابن عيينة، عن عمرو، وقال: انظروا أيهما قبل؟ فحملهما عمرو بن دينار على نسخ أحدهما الآخر، وبين في رواية ابن عون وغيره عن نافع عن ابن عمر؛ أن ذلك كان بالمدينة قبل الإحرام، وبين في رواية شعبة، عن عمرو، عن أبي الشعثاء جابر بن زيد، عن ابن عباس؛ أن ذلك كان بعرفة، «وذلك بعد قصة ابن عمر».
وممن قال بنسخ أحد الحديثين للآخر: عمرو بن دينار راوي هذا الحديث، ففي رواية عن ابن عيينة: قال عمرو: لم يذكر ابن عباس القطع، وقال ابن عمر: «وليقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين»؛ فلا أدري أي الحديثين نسخ الآخر؟ فدل على أن القول بالنسخ كان وارداً عندهم.
قال ابن القيم في تهذيب السنن (١/ ٣٤٨ - ط عطاءات العلم): «فإن قيل: حديث ابن عباس: رواه أيوب والثوري وابن عيينة وحماد بن زيد وابن جريج وهشيم، كلهم عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس، ولم يقل أحد منهم: «بعرفات» غير شعبة، ورواية الجماعة أولى من رواية الواحد قلت: لم ينفرد بها شعبة، تابعه: سعيد بن [زيد].
قيل: هذا عنت، فإن هذه اللفظة متفق عليها في الصحيحين، وناهيك برواية شعبة لها، وشعبة حفظها وغيره لم ينفها، بل هي في حكم جملة أخرى في الحديث مستقلة، وليست تتضمن مخالفة للآخرين، ومثل هذا يقبل ولا يرد، ولهذا رواها الشيخان».
٣ - سفيان الثوري:
رواه وكيع بن الجراح [ثقة حافظ، من الطبقة الأولى من أصحاب الثوري]، وأبو نعيم الفضل بن دكين [ثقة ثبت من الطبقة الأولى من أصحاب الثوري]، ومحمد بن يوسف الفريابي [ثقة من الطبقة الثانية من أصحاب الثوري] [وعنه: البخاري، ومحمد بن عوف الطائي، وأبو بكر محمد بن عبد الملك ابن زنجويه]:
