وهو: صدوق، ليس من جمال المحامل، وتقدمت له أوهام كثيرة في فضل الرحيم الودود، بعضها عن شعبة، ومنها:
ما رواه أبو قتيبة سلم بن قتيبة، عن شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن أنس: أن النبي ﷺ كان يصلى في نعليه. [أخرجه البزار (١١/١٤/٧٣٩٤). والعقيلي في الضعفاء (٢/ ١٦٦)].
قال عمرو بن علي الفلاس:«فقلت لأبي قتيبة: إنما هو عن أبي مسلمة، فقال: هكذا حفظي»، وفي رواية أنه سأل يحيى بن سعيد القطان عن هذا الحديث، فقال:«ليس أبو قتيبة من الجمال التي تحمل المحامل»، وقال البزار بعد ما أتبعه بحديث غندر عن شعبة كالجماعة:«وهو الصواب، وأخطأ فيه أبو قتيبة»، وقال الدارقطني في العلل (١٢/ ٢٥٤/ ٢٦٨٣): «ووهم فيه، وأصحاب شعبة يروونه عن شعبة، عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد، عن أنس، وهو الصحيح» [راجع: فضل الرحيم الودود (٧/ ٢٩٠/ ٦٥٣)].
وسأل ابن أبي حاتم أباه عن حديث من رواية أبي قتيبة سلم بن قتيبة عن ابن أبي ذئب، فقال أبو حاتم:«إنما هو: ابن أبي ذئب عن شعبة مولى ابن عباس، عن ابن عباس، موقوف.
والمرفوع إنما هو: ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ. وأبو قتيبة: كثير الوهم، يكتب حديثه» [العلل (١/ ٢٠٠/ ٥٧٤)] [راجع: فضل الرحيم الودود (١٢/ ١٣٢/ ١١٣٣)] [وانظر في أوهامه أيضاً: علل ابن أبي حاتم (١٢١٣). علل الدارقطني (٦/ ٢١١/ ١٠٧٩) و (٨/ ٣٣٢/ ١٦٠٣) و (١٠/ ١٥٨/ ١٩٥٠) و (١١/١٢/٢٣٤٥)].
• ورواه محمد بن عمرو بن يونس، قال: حدثني أسباط بن محمد القرشي، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ، مثله.
أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (٢/ ١٣٥/ ٣٦٢٣)، وفي أحكام القرآن (٢/٣٩/١١٨٧).
قلت: ولا يثبت هذا من حديث ابن أبي عروبة، تفرد به عنه: أسباط بن محمد، وهو: ثقة، قدمه أحمد على الخفاف في ابن أبي عروبة، وقال:«لأنه سمع بالكوفة».
ولم يروه عنه سوى: محمد بن عمرو بن يونس بن عمران الثعلبي الكوفي المعروف بالسوسي، نزيل مصر، محدث مكثر، روى عنه جماعة، وأكثر عنه الطحاوي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال العقيلي:«حدث بمناكير»، ووهم في حديث على ابن نمير، فقال الدارقطني:«وهم وهماً قبيحاً» [ضعفاء العقيلي (٤/ ١١١). الثقات (٩/ ١٣٦). علل الدارقطني (١/ ٢٦٨/ ٥٩). تاريخ دمشق (٣٤/ ٥٥). اللسان (٧/ ٤١٨ و ٤٢٢)].
• ورواه محمد بن يوسف الفريابي [ثقة، من الطبقة الثانية من أصحاب الثوري المكثرين عنه]، وأبو نعيم الفضل بن دكين [ثقة ثبت، من أثبت أصحاب الثوري]،