قيل: إن صح هذا الحديث فلعله كان في الوقت الذي كان أحدهم إذا أحرم لم يدخل البيت من بابه كانوا يجتنبون قليلها وكثيرها، ثم زال ذلك، ويدل على ذلك توقف النبي ﷺ في جواب السائل حتى أتاه الوحي، فعلم أنه من ذلك الوقت ما أزال الحكم الماضي».
وانظر أيضاً: التمهيد لابن عبد البر (٢/ ٢٦٢). شرح السنة للبغوي (٧/ ٢٤٨). المغني لابن قدامة (٥/ ١٠٩). الفتح لابن حجر (٣/ ٣٩٥).
الله وفي الباب مما يعارض ما تقدم:
١ - عن جابر بن عبد الله:
يرويه: حاتم بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن عطاء، عن عبد الملك بن جابر، عن جابر بن عبد الله، قال: كنت عند رسول الله ﷺ جالساً [في المسجد]، فقد قميصه من جيبه، حتى أخرجه من رجليه، فنظر القوم إلى رسول الله ﷺ، فقال:«إني أمرت ببدني التي بعثتُ بها أن تُقلَّد اليوم، وتُشعر اليوم على ماء كذا وكذا، فلبست قميصاً ونسيت، فلم أكن أخرج قميصي من رأسي»، وكان قد بعث ببدنه من المدينة، وأقام بالمدينة.
أخرجه أحمد (٣/ ٤٠٠)، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ١٣٨/ ٣٦٤٠) و (٢/ ٤١٧٥/ ٢٦٤)، وابن عبد البر في التمهيد (١٧/ ٢٢٣). [الإتحاف (٣/ ٢٣٠/ ٢٩٠٢)، المسند المصنف (٥/ ٣٦٣/ ٢٧٠٤)] [تقدم تخريجه بطرقه مفصلاً في المجلد الرابع والعشرين، تحت الحديث رقم (١٧٥٥)] [وهو حديث منكر مضطرب].
٢ - عن علي بن أبي طالب موقوفاً:
يرويه: حاتم بن إسماعيل [صدوق]، عن جعفر [جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الملقب بالصادق]، عن أبيه، عن علي، قال: إذا أحرم الرجل وعليه قميص فلا ينزعه من رأسه، يشقه، ثم يخرج منه.
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٣١٣/ ١٤٩٤٨ - ط الشثري).
ولا يثبت هذا عن علي بن أبي طالب؛ فإنه منقطع الإسناد، محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو جعفر الباقر: لم يدرك هو ولا أبوه علي بن أبي طالب؛ فقد ولد أبو جعفر سنة (٥٦)، يعني: بعد مقتل علي بقرابة (١٦) عاماً، وقال أبو زرعة بأن روايته عن علي مرسلة، بل قال:«لم يدرك هو ولا أبوه عليّاً: علياً ﵁»، وقال الترمذي في الجامع (١٥١٩): «لم يدرك علي بن أبي طالب»، وكذا قال في أبيه علي زين العابدين [جامع الترمذي (١٥١٩ و ٢٣١٨). المراسيل (٥٠٣ و ٦٧٥ و ٦٧٦). تحفة التحصيل (٢٣٤ و ٢٨٢)].
٣ - عن أبي قتادة الأنصاري موقوفاً:
يرويه: وكيع بن الجراح [ثقة حافظ]، عن شريك بن عبد الله النخعي [صدوق، سيئ الحفظ]، عن عاصم [عاصم بن سليمان الأحول: ثقة]، عن واصل، عن أبي قتادة، قال: يشقه. يعني: إذا أحرم وعليه قميص.