المحرر بن أبي هريرة، عن أبيه-﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما أهل حاج قط إلا غربت الشمس بذنوبه».
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (٩٢٧). والدارقطني في الأفراد (٢/ ٣٣١/ ٥٤٧٩ - أطرافه). والخطيب في تاريخ بغداد (٢/ ٤٢٤).
قال الدارقطني: «تفرد به محمد بن المنكدر، عن محرر، عن أبيه، وتفرد به: ياسين الزيات عنه، وحدث به: محمد بن أبان البلخي، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن ابن المنكدر، ووهم فيه، والصواب: ياسين».
قلت: هذا الوجه هو الصواب، وهو حديث منكر؛ تفرد به عن ابن المنكدر: ياسين بن معاذ الزيات، وهو متروك، منكر الحديث [اللسان (٨/ ٤١١)].
• وروي عن ابن المنكدر من وجه آخر، ولا يثبت أيضاً:
رواه حفص بن أبي داود، عن الهيثم بن حبيب [الصيرفي: كوفي، ثقة]، عن محمد بن المنكدر، عن سهل بن سعد الساعدي، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما راح مسلم في سبيل الله، مجاهداً أو حاجاً، مهلاً أو ملبياً، إلا غربت الشمس بذنوبه، وخرج منها».
أخرجه الطبراني في الأوسط (٦/ ١٩٣/ ٦١٦٥)، والخطيب في تاريخ بغداد (٦/ ٧٦).
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن الهيثم بن حبيب إلا حفص بن أبي داود، تفرد به: أحمد بن الفرج».
قلت: وهذا حديث منكر؛ تفرد به حفص بن أبي داود، وهو: حفص بن سليمان القارئ الكوفي، وهو: متروك الحديث.
ب - وروى زيد بن عمر بن عاصم، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال: «ما أهل مهل قط إلا بُشّر، ولا كبر مُكبر قط إلا بشر»، قيل: يا رسول الله، بالجنة؟ قال: «نعم».
أخرجه الطبراني في الأوسط (٧/ ٣٧٩/ ٧٧٧٩).
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن زيد بن عمر بن عاصم إلا معتمر».
وقد سئل الدارقطني في العلل (١٠/ ٢٠٩/ ١٩٧٩) عن حديث أبي صالح، عن أبي هريرة، قال رسول الله ﷺ: «ما أهل مهل ولا كبر مُكبر إلا بُشر»، قيل: بالجنة يا رسول الله، قال: «نعم»؟ فقال: «هذا حديث يرويه سهيل بن أبي صالح، واختلف عنه؛
فرواه زيد بن عمر بن عاصم، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ.
وخالفه: سليمان بن بلال، رواه عن سهيل، عن أبيه، عن مرداس، عن كعب، وهو الصحيح».
قلت: فعاد الحديث إلى قول كعب الأحبار.
وقال الذهبي في الميزان (٢/ ١٠٥): «زيد بن عمر بن عاصم، عن سهيل بن أبي صالح؛ بخبر منكر». وقد أورده في اللسان (٣/ ٥٥٩)، ولم يزد على ذلك شيئاً.