«منكر الحديث»، زاد أبو حاتم:«مضطرب الحديث، ليس له حديث يعتمد عليه»، وأنكر عليه أبو حاتم عدة أحاديث، وقال بأنها باطلة، أو منكرة، أو ليس لها أصل، قلت: نعم قد تفرد بغير حديث منكر، أو باطل؛ لم يتابع على أصله، وجمهور أئمة النقاد على تضعيفه، وقد فصلت القول فيه في فضل الرحيم الودود (١٨/ ٣١٩/ ١٤٩٨)، وذكرت له هناك طرفاً من مناكيره.
وقد تكلمت عليه أيضاً في الجزء الثالث والعشرين، عند حديثه الذي رواه عن عبد الله بن عامر بن ربيعة [عن أبيه]، عن عمر، عن النبي ﷺ، قال:«تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإن المتابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد»، وقد ذكرته في الحديث السادس، مما اشتهر من أحاديث في فضل الحج، تحت الحديث رقم (١٧٢٢).
وعاصم بن عمر بن حفص بن عاصم العمري: ضعفوه، قال البخاري:«منكر الحديث»، وقال أبو زرعة الرازي:«واهي الحديث جداً»، وقال النسائي:«متروك الحديث»، وقال ابن حبان في المجروحين:«منكر الحديث جداً». [التهذيب (٢/ ٢٥٧). سؤالات البرذعي (٢/ ٥٦٠). جامع الترمذي (٣٦٩٢). مسند البزار (٦١٤٣ و ٦١٤٤). علل الحديث لابن أبي حاتم (٩٦١ و ١٥٢٦). الكامل (٥/ ٢٢٨)].
٥ - حديث أبي هريرة:
أـ رواه أبو بكر محمد بن هارون بن حميد ابن المجدر [وثقه الخطيب. معجم شيوخ الإسماعيلي (١/ ٤٤٠). تاريخ بغداد (٤/ ٥٦٧). تاريخ الإسلام (٢٣/ ٤٤٥)]: حدثنا محمد بن أبان البلخي [محمد بن أبان بن وزير البلخي: ثقة حافظ]: حدثنا عبد الرزاق [عبد الرزاق بن همام: ثقة حافظ]: حدثنا سفيان [سفيان الثوري: ثقة حجة، إمام فقيه]، عن محمد بن المنكدر [ثقة]، عن محرر بن أبي هريرة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما أهل مُهلٌ قطُّ إلا آبت الشمس بذنوبه».
أخرجه أبو بكر الإسماعيلي في معجم شيوخه (١/ ٤٤٠)، ومن طريقه: البيهقي في الشعب (٦/ ٣٧٤٠/ ٤٨١). والخطيب في تاريخ بغداد (٢/ ٤٢٣).
قال الخطيب:«تفرد بروايته: محمد بن أبان، عن عبد الرزاق، عن الثوري، وخالفه: الحسن بن أبي الربيع الجرجاني، فرواه عن عبد الرزاق، عن ياسين الزيات، عن ابن المنكدر».
قلت: ذكر سفيان الثوري فيه غلط؛ إنما هو ياسين بن معاذ الزيات:
• فقد رواه محمد بن يوسف [الحذاقي: راوي كتاب المناسك من المصنف]، والحسن بن أبي الربيع [هو: الحسن بن يحيى بن الجعد العبدي الجرجاني، نزيل بغداد: صدوق]:
حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا ياسين الزيات، عن محمد بن المنكدر، قال: حدثني