للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عن محمد بن أبي بكر الثقفي، عن أنس بن مالك، قال: كنا مع رسول الله غداة عرفة، منا المكبر ومنا المهل، لا يعاب على المكبر تكبيره، ولا على المهل إهلاله. لفظ حجين [عند أحمد]، وهو أشبه بالصواب.

ولفظ صالح [عند البغوي]: عن أنس بن مالك، قال: كنا مع رسول الله غداة عرفة، منا المكبر ومنا المهلل، فلا يعاب على المكبر تكبيره، ولا على المهلل تهليله. وهو شاذ بذكر التهليل؛ إنما هو الإهلال، يعني: التلبية.

أخرجه أحمد (٣/ ١٤٧) (٥/ ٢٦٣٨/ ١٢٦٨٨ - ط المكنز)، وأبو القاسم البغوي في الجعديات (٢٩٠٧). [الإتحاف (٢/ ٣٢٧/ ١٨٠٦)، المسند المصنف (٢/ ٢٠٨/ ٧٤١)].

وهذا حديث صحيح، لكن بلفظ حجين.

ط - ورواه إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني محمد بن طلحة التيمي، عن عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي [ثقة، من الخامسة]، عن محمد بن أبي بكر بن عوف بن رياح الثقفي، قال: حضرت عرفات مع الناس، فإذا الناس منقصفون على رجل لم أدر من هو، فسألت: من هذا؟ قالوا: هذا أنس بن مالك صاحب رسول الله ، فوالله ما حضرني شيء أسأله عنه إلا أني قلت له: ما كنتم تفعلون مع رسول الله في هذا اليوم؟ فقال: يا ابن أخي، المهل يهلل فلا يعاب عليه، ويكبر المكبر فلا يعاب عليه، [زيد في حاشية: ويلبي الملبي فلا يعاب عليه].

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (١/٤٦)، ومن طريقه: أبو طاهر المخلص في الأول من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٢٢٣ - المخلصيات). والدارقطني في الأفراد (١/ ٢٤٥/ ١٢٥٩ - أطرافه).

قلت: محمد بن طلحة بن عبد الرحمن الطويل التيمي: قال أبو حاتم: «محله الصدق، يكتب حديثه، ولا يحتج به»، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: «ربما أخطأ»، وقال البزار: «رجل مشهور من أهل المدينة» [مسند البزار (٣/ ٢٨٥/ ١٠٧٧). الجرح والتعديل (٧/ ٢٩٢). الثقات (٧/ ٣٩٣) و (٩/ ٥٣). تاريخ الإسلام (٤/ ١١٩٦). الميزان (٣/ ٥٨٨). التهذيب (٣/ ٥٩٦) (١١/ ٦٥٤ - ط دار البر) وإسماعيل بن أبي أويس: ليس به بأس، له غرائب لا يتابع عليها، وهذا المتن من غرائبه، حيث لم يتابع على هذه القصة، وإن كان الإسناد محتملا لكونه عن أهل المدينة، لكن ابن أبي أويس لم يتابع على هذا السياق، فقد رواه الجماعة، لاسيما إمام أهل المدينة مالك بن أنس، فقال فيه: عن محمد بن أبي بكر الثقفي؛ أنه سأل أنس بن مالك، وهما غاديان من منى إلى عرفة: كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله ؟ يعني: أن السؤال وقع منه وقد كان بصحبة أنس، وهما غاديان إلى عرفة، وليس بعرفة نفسها، وعليه: فهو صالح في المتابعات، والعمدة على رواية الثقات، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>