الحديث رقم (١٨٠٥)] [وسيأتي تخريجه بطرقه وشواهده في موضعه من السنن برقم (١٨٦٥)، إن شاء الله تعالى].
وهذا الإمساك عن التلبية عند دخول مكة، إنما كان لأجل الاستعداد للمبيت بذي طوى، والاستراحة من عناء السفر، ثم إنه ﷺ عاد إلى التلبية بعد أن أكمل مسيره، وبعد فراغه من الطواف والسعي، والله أعلم.
• وروى عمرو بن أبي سلمة التنيسي [دمشقي، صدوق]: حدثني ابن زبر - وهو: عبد الله بن العلاء بن زبر -[دمشقي ثقة]: حدثني القاسم بن محمد، قال: عبد الله بن عمر يقطع التلبية إذا دخل الحرم، ويعاود إذا طاف بالبيت، وإذا فرغ من الطواف بين الصفا والمروة.
أخرجه ابن خزيمة (٤/ ٢٠٧/ ٢٦٩٨). [الإتحاف (٨/ ٦٢٣/ ١٠٠٨٩)].
وهذا موقوف على ابن عمر بإسناد جيد.
قال ابن خزيمة: «وأخبار النبي ﷺ أنه لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة دالة على أنه لم يقطع التلبية عند دخوله الحرم قطعاً لم يعاود».
• وروى بشر بن بكر [التنيسي، وهو: ثقة، من أصحاب الأوزاعي، مكثر عنه]، عن الأوزاعي [ثقة ثبت إمام، من أصحاب عطاء بن أبي رباح، مكثر عنه، وروايته عنه في الصحيحين]، قال: قال عطاء بن أبي رباح: كان ابن عمر يدع التلبية إذا دخل الحرم، ويراجعها بعد ما يقضي طوافه بين الصفا والمروة.
أخرجه ابن خزيمة (٤/ ٢٠٥/ ٢٦٩٧ م). [الإتحاف (٨/ ٥٩٠/ ١٠٠١٦)].
وهذا موقوف على ابن عمر بإسناد صحيح. وقد اختلف في سماع عطاء بن أبي رباح من ابن عمر، فنفاه يحيى بن سعيد القطان وأحمد وابن معين، وقالوا بأن عطاء لم يسمع من ابن عمر، وإنما رآه رؤية، وأثبته ابن المديني والبخاري ومسلم، والمثبت مقدم على النافي لما معه من زيادة علم [تاريخ ابن معين للدوري (٤/ ٣٣٣٧ و ٣٤٣٨ و ٣٨٧٦). سؤالات ابن محرز (١/ ١٢٦/ ٦٢٦). العلل لابن المديني (١٣٨). التاريخ الكبير (٦/ ٤٦٣). كنى مسلم (٢/ ٧١٩/ ٢٨٨٩). التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (١/ ٢١٠/ ٥٨٥). المراسيل (٥٦٥ و ٥٦٧). تاريخ دمشق (٤٠/ ٣٦٦ - ٣٧٧). التهذيب (٣/ ١٠٢). تحفة التحصيل (٢٢٨)] [راجع سماع عطاء من ابن عمر: فضل الرحيم الودود (١٢/ ١١٥/ ١١٣٠)]
• ورواه أسباط بن محمد [كوفي، ثقة]، عن أشعث [أشعث بن سوار: ضعيف]، عن ابن سيرين، قال: كان ابن عمر يمسك عن التلبية في الحج إذا دخل الحرم، فإذا طاف بالبيت لبي.
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٢٢٠/ ١٤٥٤٦ - ط الشثري).
وهذا موقوف على ابن عمر بإسناد ضعيف، صالح في المتابعات.