لبيك، حتى انتهى إلى الجمرة، فقلت له: ما هذا الإهلال يا أبا عبد الله؟ قال: سمعت أبي علي بن أبي طالب يهل حتى انتهى إلى الجمرة، وحدثني: أن رسول الله ﷺ أهل حتى انتهى إليها.
قال: فرجعت إلى ابن عباس، فأخبرته بقول حسين، فقال: صدق، قال: وأخبرني أخي الفضل بن عباس - وكان رديف رسول الله ﷺ يهل حتى انتهى إلى الجمرة. وبنحو هذا رواه عباد [عند الطحاوي].
ولفظ إبراهيم بن سعد [عند يعقوب بن شيبة]: حدثني أبان بن صالح، عن عكرمة، قال: دفعت مع حسين بن علي إلى المزدلفة، فلم أزل أسمعه يقول: لبيك لبيك، حتى انتهى إلى الجمرة، فقيل له: ما هذا الإهلال يا أبا عبد الله، فإني لا أرى الناس يصنعون هذا؟ قال: إني سمعت علي بن أبي طالب ﵁ يهل حتى انتهى إلى الجمرة، وحدثني: أن رسول الله ﷺ أهل حتى انتهى إلى الجمرة. هكذا اجتزأ ببعضه من مسند علي. وبنحو هذا رواه عبد الأعلى [عند ابن أبي شيبة، وأبي يعلى (٤٦٢)]، ومحمد بن سلمة [عند أحمد (١/ ١١٤)]، لكن قال في آخره: فسألته؟ فقال: أفضت مع النبي ﷺ من المزدلفة، فلم أزل أسمعه يلبي حتى رمى جمرة العقبة. يعني: علي بن أبي طالب.
ولفظ يونس [عند البيهقي]: قال: حدثني أبان بن صالح، عن عكرمة، قال: أفضت مع الحسين بن علي، فما أزال أسمعه يلبي حتى رمى جمرة العقبة، فلما قذفها أمسك، فقلت: ما هذا؟ فقال: رأيت أبي علي بن أبي طالب ﷺ يلبي حتى رمى جمرة العقبة، وأخبرني: أن رسول الله ﷺ كان يفعل ذلك.
أخرجه الترمذي في العلل الكبير [عزاه إليه: ابن عبد البر في الاستذكار (٤/ ٧٥)]، وأحمد (١/ ١١٤ و ١/ ١٥٥)، وابن أبي شيبة في المصنف (٨/ ٢١٦/ ١٤٥٣٣ - ط الشثري)، وفي المسند (٣/ ١٧٩/ ٢٤٩٣ - إتحاف الخيرة)، ويعقوب بن شيبة في مسنده [عزاه إليه: ابن ناصر الدين في جامع الآثار (٦/ ١٣٥)]، والبزار (٢/ ١٣٩/ ٥٠٠)، وأبو يعلى (١/ ٢٧١ و ٣/ ٣٥٧/ ٣٢١ و ٤٦٢)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١١/ ٣٥٤/ ١٤١٨٦ - إتحاف)[وبسنده تحريف]، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ٢٢٤/ ٤٠٠٦)، وفي أحكام القرآن (٢/ ١٨٢/ ١٥١٣)، والطبراني في الكبير (١٨/ ٢٧٠/ ٦٨٠)، وأبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى (٥/١٩/٣٦٤٥)، والبيهقي (٥/ ١٣٨)، والضياء في المختارة (٢/٤٧ و ٤٨/٤٢٥/ و ٤٢٦ و ٤٢٧). [الإتحاف (١١/ ٣٣٩/ ١٤١٥٢) و (١١/ ٣٤٩/ ١٤١٧٦) و (١١/ ٣٥٤/ ١٤١٨٦) و (١١/ ٣٥٥/ ١٤١٨٧)، المسند المصنف (٢١/ ٢٤٤/ ٩٥٧٤)].
قلت: حديث علي بن أبي طالب: حديث حسن، وحديث الفضل بن العباس: حديث صحيح، وابن إسحاق يحتمل منه التعدد في الأسانيد، لسعة مروياته، وكثرة حديثه، فقد روى عن خلق لا يُحصون عدداً، وهو واسع الرواية جداً، وقد رواه عنه بالوجهين: أثبت أصحابه: إبراهيم بن سعد، وتابعه: محمد بن أبي عدي.