كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٥ - كتاب المناسك - ٢٧ - باب كيف التلبية - ج: 27 - ص: 169

٥ - حديث آخر لابن عمر:

يرويه: القاسم بن علي المالكي أبو محمد [لم أهتد إليه. وانظر: الإرشاد (٢/ ٦٨٨). الثقات لابن قطلوبغا (٨/١١)]: ثنا محمد بن أحمد بن هارون أبو بكر [العودي، ويقال: أبو الحسن: قال الدارقطني: ثقة. المؤتلف للدارقطني (٣/ ١٧٣١). سؤالات الحاكم (٢٠٢). الإكمال لابن ماكولا (٦/ ٣٣٦). الأنساب (٩/ ٤٠٠)]: ثنا سليمان الشاذكوني [سليمان بن داود الشاذكوني]: ثنا يحيى بن المتوكل: ثنا عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر ﵄، قال: قال رسول الله ﷺ: «أتاني جبريل ﵇، فقال: يا محمد كن عجاجاً ثجاجاً». عجاجاً بالتلبية، ثجاجاً بنحر البدن.

أخرجه القاضي عبد الجبار بن أحمد في أماليه [عزاه إليه: السيوطي في الجامع الكبير (١/ ٩٠)]، ومن طريقه الرافعي في التدوين (٣/ ٣٣٧) [وبسنده ومتنه تحريف].

وهذا حديث باطل؛ عبد العزيز بن أبي رواد المكي: صدوق، له ما لا يتابع عليه، وتكلم ابن حبان في حديثه عن نافع عن ابن عمر، كما انتقد عليه مسلم حديثه عن نافع عن ابن عمر في الزكاة، حيث زاد على أصحاب نافع ما ليس من الحديث [راجع: فضل الرحيم الودود (٢٠/٣٢٤/ ١٦١٤)]، وقال ابن عدي: «وفي بعض رواياته ما لا يتابع عليه» [التهذيب (٢/ ٥٨٥). مسائل ابن هانئ (٢١٨١ و ٢٣٢٧). المجروحين (٢/ ١١٩ - ط الصميعي). الكامل لابن عدي (٨/ ٣٣٦ - ط الرشد)].

ويحيى بن المتوكل؛ هو الباهلي أبو بكر البصري، قال ابن معين: «لا أعرفه»، يعني: لا يعرف حاله، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: «كان يخطئ»، وقال الذهبي: «صدوق»، وقال مرة: «ما علمت به بأساً»، وقال ابن حجر: «صدوق يخطئ» [تاريخ الإسلام (١٣/ ٤٧٨). المغني (٢/ ٧٤٢). ذيل الميزان (٧٣٤). التهذيب (١٤/ ٥٨٤ - ط دار البر). التقريب (٦٦٧)].

قلت: وهذا الحديث آفته من الشاذكوني؛ وهو: سليمان بن داود المنقري: حافظ؛ إلا أنه متروك كذبه جماعة من الأئمة، ورموه بالوضع [انظر: اللسان (٤/ ١٤٢)].

والحاصل: فإن هذا الحديث في العج والثج: روي من حديث أبي بكر الصديق، وجابر بن عبد الله، وابن عباس، وابن عمر وابن مسعود، وأبي هريرة؛ ولا يثبت من ذلك شيء.

* وقد صح عن ابن عمر في رفع الصوت، موقوفاً عليه:

أ - رواه هشيم بن بشير [ثقة ثبت، وقد صرح بالسماع]، وسهل بن يوسف [الأنماطي: بصري، ثقة]:

عن حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله المزني، قال: سمعت ابن عمر يرفع صوته بالتلبية، حتى إني لأسمع دوي صوته بين الجبال. لفظ هشيم [عند ابن حزم].

ولفظ سهل [عند ابن أبي شيبة]: كنت مع ابن عمر، فلبّى حتى أسمع ما بين الجبلين.