للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثم قال: «وقال بكر بن بكار: حدثنا محمد بن ثابت البناني، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن النبي ».

ولا يصح فيه: جابر، ولا ابن سيرين.

حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي ، قال: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»، ثم قال: «ما أظنه أخذوه إلا من هذا».

وعلق البخاري الحديث من الوجهين في التاريخ الكبير (٦/ ١٢٩) (٧/ ١٥٤/ ٧٩١١ - ط الناشر المتميز)، في ترجمة عبد القاهر بن شعيب، ولم يقض فيه بشيء، فقال: «وسمع هشاما، عن عمر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن أبي هريرة ، قال النبي : العمرة إلى العمرة كفارة».

وقال ابن علاثة: عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة ، عن النبي ».

فظهر من كلام البخاري وسياقه لأسانيد حديث: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»؛ أن المحفوظ فيه:

ما رواه سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي .

وكل من رواه من حديث جابر: فقد أخطأ.

وكل من جعله من حديث ابن سيرين عن أبي هريرة: فقد أخطأ.

وأن من وهم فيه فلا يبعد أن يكون دخل له حديث في حديث، وأصله حديث سمي. والمحفوظ فيه عن ابن المنكدر ما رواه هشام بن حسان، عن عمر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ أن النبي قال: «العمرة إلى العمرة كفارة … »، وهذا منقطع.

وقد ساق العقيلي رواية ابن علاثة ثم قال: «لا يتابع على هذه الرواية»، ثم ساق رواية البرساني عن هشام، ثم قال: «وهذا أولى على أن فيه نظر»، يعني: من جهة صحته؛ لانقطاعه بين ابن المنكدر وأبي هريرة.

وقال ابن عدي (٩/ ٢٨٥) في ترجمة ابن علاثة بعدما أورد له عددا من الأوهام والمناكير: «ولابن علاثة غير ما ذكرت من الحديث، وهو حسن الحديث، وأرجو أنه لا بأس به».

ويمكن تلخيص ما تقدم من الروايات عن ابن المنكدر والاختلاف عليه:

أ - ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن محمد بن المنكدر، عن عبد الرحمن بن يربوع، عن أبي بكر الصديق؛ أن النبي سئل: أي الحج أفضل؟ قال: «العج والثج».

وهذا إسناد منقطع؛ وهو حديث ضعيف، غريب الإسناد.

ب - إسماعيل بن عياش، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن محمد بن

<<  <  ج: ص:  >  >>