عن عمر بن سعيد بن أبي حسين [النوفلي: ثقة، من السادسة، من رجال الشيخين]، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله ﷺ: «يمكنكم من الجنة إطعام الطعام، وطيب الكلام، يا بني عبد المطلب! أطعموا الطعام، وأطيبوا الكلام».
وفي رواية:«يمكنكم من الجنة إطعام الطعام، وإطياب الكلام».
أخرجه الطبراني في الأوسط (٢/ ١٤٥/ ١٥٢٤) و (٥/ ٢٨٣/ ٥٣٢٥)، ومن طريقه: ابن عساكر في مدح التواضع (٣٠). قال الطبراني:«لم يرو هذا الحديث عن ابن المنكدر إلا عمر، تفرد به: عبد الله بن داود». وقال في الموضع الآخر:«لم يرو هذا الحديث عن عمر بن سعيد بن أبي حسين إلا عبد الله بن داود، تفرد به: عبد الله بن محمد العبادي».
قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به عن عبد الله بن داود الخريبي دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم: عبد الله بن محمد بن القاسم العبادي أبو محمد البصري، قال ابن حبان في الثقات:«يغرب»، ثم أعاده في المجروحين، وقال:«يروي عن يزيد بن هارون المقلوبات، وعن غيره من الثقات الملزقات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد» [انظر: التاريخ الكبير (٥/ ١٨٥). الثقات (٨/ ٣٦٣). المجروحين (٢/٤٤). الإكمال لابن ماكولا (٦/ ٣٤٥). توضيح المشتبه (٦/ ٨٠). اللسان (٤/ ٥٧٨)].
• وهذا إنما يرويه مرسلا: وكيع بن الجراح [ثقة حافظ]، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين المكي، عن محمد بن المنكدر، قال: قال رسول الله ﷺ: «يا بني عبد المطلب يمكنكم من الجنة إطعام الطعام، وأطيب الكلام يا بني عبد المطلب: أطعموا الطعام وأطيبوا الكلام».
أخرجه هناد في الزهد (١/ ٤٧٩/ ٦٤٦).
وهذا مرسل بإسناد صحيح.
• ورواه الأسلمي [إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى]، قال: حدثني ابن المنكدر، قال: سئل رسول الله ﷺ: ما بر الحاج؟ قال:«إطعام الطعام، وترك الكلام».
أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٢٣٥/ ٩٠٩٧ - ط التأصيل الثانية).
وهذا إسناد واه بمرة؛ إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي: متروك، بل كذاب، كذبه أهل بلده وهم به أعرف، فقد كذبه مالك، وهو الحكم في أهل المدينة، وقال بشر بن المفضل:«سألت فقهاء أهل المدينة عنه؟ فكلهم يقولون: كذاب»، وكذبه أيضا من أئمة الجرح والتعديل: يحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن هارون، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأبو حاتم، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وابن الجارود، وابن حبان، وغيرهم، وقال البزار:«يضع الحديث»، ومع ذلك فقد خفي أمره على الإمام الشافعي، فوثقه وأكثر عنه في كتبه [انظر: التهذيب (١/ ٨٣). إكمال مغلطاي (١/ ٢٨٤). الميزان (١/ ٥٧). (١/ ٢١٧) الكامل].