عباد بن العوام الواسطي، وقد روى عنه هذا الحديث؛ لكنه غريب من حديثه أيضا، تفرد به عنه: يحيى بن إسماعيل الواسطي [عند البيهقي].
فكيف يخفى حديثه هذا على البخاري؟! ثم يدعه أحمد ويخرج حديث محمد بن ثابت، ثم يجزم جماعة من الحفاظ بتفرد الضعفاء؛ محمد بن ثابت، أو طلحة بن عمرو به؟!
وإنما يروى هذا من حديث ابن المنكدر مرسلا، كما جزم بذلك البخاري، ويأتي.
ولو كان حديث ابن المنكدر عن جابر ثابتا موصولا؛ لما قال أبو حاتم:«هذا حديث منكر، شبه موضوع»، في حديث: بشر بن المنذر الرملي، عن محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله، عن النبي ﷺ، قال:«العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»، قيل: وما بره يا رسول الله؟ قال:«إطعام الطعام، وطيب الكلام»، وقد عقب حكمه بقوله:«وبشر بن المنذر: كان صدوقا» [العلل (٣/٣٠٧ /٨٩٢)].
• وهذا المتن إنما يرويه: سمي، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة ﵁؛ أن رسول الله ﷺ قال:«العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة». [أخرجه البخاري (١٧٧٣) ومسلم (١٣٤٩). وتقدم تخريجه في المجلد الثالث والعشرين، تحت الحديث رقم (١٧٢٢)].
• ورواه أيوب بن سويد الرملي [ضعيف، صاحب مناكير، اتهمه ابن معين بسرقة الحديث. انظر: التهذيب (١/ ٢٠٤). الميزان (١/ ٢٨٧)] [وهو مشهور عنه، وبه يعرف وصل هذا الحديث عن الأوزاعي، ومحمد بن مصعب القرقساني لا بأس به، كان سيئ الحفظ، كثير الغلط، يخطئ كثيرا عن الأوزاعي. التهذيب (٣/ ٧٠٢). سؤالات البرذعي (٤٠٠)] [وهو غريب من حديثه، تفرد به عنه: محمد بن يوسف بن عيسى بن الطباع، وهو: صدوق. الثقات (٩/ ١٣٩). سؤالات الحاكم (١٨٥). تاريخ بغداد (٣/ ٣٩٤). السير (١٣/ ١٦٠)]:
حدثنا الأوزاعي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: سئل رسول الله ﷺ: ما بر الحج؟ قال:«إطعام الطعام، وطيب الكلام». لفظ أيوب [عند الحاكم، والأصم، والطبراني في الأوسط، وغيرهم]، والقرقساني [عند أبي نعيم].
ولفظ أيوب [عند ابن دحيم، والطبراني في المكارم]: قال: سأل رجل النبي ﷺ، ما بر الحج؟ قال:«إطعام الطعام، ولين الكلام».
أخرجه ابن خزيمة في الحج (٣/٥٤٩/ ٣٧١٤ - إتحاف المهرة)، والحاكم (١/ ٤٨٣)(٢/ ١٧٩٣/ ٥٩٣ - ط المنهاج القويم)، وأبو العباس الأصم في جزء من حديثه (١٧ - رواية أبي بكر ابن حيد النيسابوري)، وابن دحيم في فوائده (١٣٨)، والطبراني في الأوسط (٦/٣٦٢/ ٦٦١٨)، وفي مكارم الأخلاق (١٦٨)، وابن عدي في الكامل (٢/٣١)