قلت: هذا حديث غريب، وهدبة بن المنهال شيخ أهوازي، ليس بذاك المشهور، وليس له في المصنفات كثير حديث، وأكثرها غرائب [الجرح والتعديل (٩/ ١١٤)]. الثقات [(٧/ ٥٨٨). صحيح ابن حبان (٩/ ٤٧١/ ٤١٦٣)].
إنما اشتهر هذا الحديث من حديث قيس بن الربيع عن أبي حصين به.
وقيس بن الربيع: ليس بالقوي، ضعفه غير واحد، وابتلي بابن له كان يدخل عليه ما ليس من حديثه فيحدث به [انظر: التهذيب (٣/ ٤٤٧). الميزان (٣/ ٣٩٣)].
فلا تثبت زيادة استثناء المحصر.
ز - ورواه هشيم بن بشير [ثقة ثبت]، قال: حدثنا أبو سعد [سعيد بن المرزبان الكوفي البقال]، قال: حدثنا إبراهيم التيمي، عن أبيه يزيد بن شريك؛ أنه سمع أبا ذرِ ﵁، يقول: كانت المتعة لنا أصحاب رسول الله ﷺ خاصة.
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في الناسخ والمنسوخ (٣٢١)، ولوين في حديثه (١٩ - رواية ابن دكة).
قلت: أبو سعد البقال الأعور، سعيد بن المرزبان ضعيف، مدلس، تركه جماعة من الأئمة، وقال البخاري: «منكر الحديث» [التهذيب (٢/ ٤١). الميزان (٢/ ١٥٨)].
• وخالف هشيماً فرفعه عباد بن صهيب قال: نا سعيد بن المرزبان أبو سعد البقال، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: مررنا على أبي ذر بالربذة، فسألته عن المتعة في الحج؟ فقال: خرجنا مع رسول الله ﷺ ونحن مهلون بالحج، فلما قدمنا مكة أمرنا فأحللنا، ووطئنا النساء، فلم يحل النبي ﷺ من أجل أنه ساق الهدي، ثم قال: «لا يكون لأحد بعدكم».
أخرجه الطبراني في الأوسط (٨/ ٢٠٤/ ٨٤٠٨)، قال: حدثنا موسى بن عيسى الخرزي البصري: نا صهيب بن محمد بن عباد بن صهيب نا عباد بن صهيب به.
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث بهذا التمام عن أبي سعد إلا عباد بن صهيب، تفرد به صهيب».
قلت: هذا حديث باطل؛ عباد بن صهيب: متروك، منكر الحديث [اللسان (٤/ ٣٩٠)]، والراوي عنه حفيده: صهيب بن محمد بن عباد بن صهيب، نسبه بعضهم إلى جده، قال عبدان في كلامه عن عباد بن صهيب: «وعباد: لم يكذبه الناس؛ إنما لقنه صهيب بن محمد بن صهيب أحاديث في آخر الأمر»؛ فلا يبعد عندي أن يكون لقنه هذا الحديث [الكامل لابن عدي (٥/ ٥٥٨). الميزان (٢/ ٣٦٧)، واللسان (٤/ ٣٩٠/ ٤٠٧٨)].
وأبو محمد موسى بن عيسى بن محمد بن حكيم الخرزي [أوله خاء معجمة، ثم راء وزاي]، حدث بالبصرة قال ابن حبان في الثقات، في ترجمة سليمان بن عبد الرحمن الإسكندراني: «روى عنه رجل مجهول، يقال له: موسى بن عيسى الخرزي»، وقال الإسماعيلي في معجم شيوخه: «وكان قدرياً»، وهو شيخ للطبراني وابن عدي وأبي بكر