سمعت نافعاً مولى ابن عمر، يقول: قال ابن عمر: إذا عُرِضَ للمحرم عدو، فإنه يحِلُّ حينئذ، قد فعل ذلك رسول الله ﷺ حين حبسته كفار قريش في عمرته عن البيت، فنحر هديه، وحلق، وحل هو وأصحابه، ثم رجعوا حتى اعتمروا من العام المقبل.
أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (٢/ ٢٤٩/ ٤١٣١)، وفي أحكام القرآن (٢/ ١٦٨٥/ ٢٥٥)، وابن عبد البر في التمهيد (١٥/ ٢١٠).
قلت: وهذا إسناد جيد في المتابعات، فإن قيل: مخرمة: لم يسمع من أبيه شيئاً، وروايته عنه إنما هي من كتاب أبيه وجادة؛ وكثيراً ما يدخل الخلل والوهم والخطأ على المحدث إذا روى من صحيفة وجدها ولم يسمعها [انظر: فضل الرحيم الودود (٣/ ٣٤/ ٢٠٧) و (٣/ ٢٨٣/ ٢٦٧) و (١٠/ ٩٠/ ٩١٩) و (١١/ ١٦٦/ ١٠٣٧) و (١٤/ ١٤٦/ ١٢٧٣) و (١٤/ ١٩٧/ ١٢٧٦) و (١٧/ ٣٣/ ١٤٠٢)] [وانظر: تخريج أحاديث الذكر والدعاء برقم (٤٥٩)(٣/ ٩٩٩) و (٥٢٩)(٣/ ١٠٨١ - ١٠٨٢)]؛ فهو منقطع! [انظر: بيان الوهم (٢/ ٣٧٢/ ٣٦٩) و (٥/ ٢٣٧/ ٢٤٤٧)].
فيقال: قد اعتمده مالك ومسلم، قال ابن عبد البر في الاستذكار (٢/ ١٩٩): «أكثر ما يقول مالك: حدثني الثقة، فهو: مخرمة بن بكير الأشج. وقال أصحاب مالك - ابن وهب وغيره -: كل ما أخذه مالك من كتب بكير؛ فإنه يأخذها من مخرمة ابنه، فينظر فيها»، ورواية مخرمة عن أبيه وجادة صحيحة، ولم يسمع من أبيه شيئاً، لكن طرق الحديث هي التي تبين إن كان دخل في الرواية ما ليس منها أم لا، وهذا الحديث قد تابعه عليه: فليح بن سليمان، عن نافع، عن ابن عمر [أخرجه البخاري (٢٧٠١ و ٤٢٥٢)، وتقدم ذكره قبل قليل، كما قد توبع على أصله من حديث الزهري عن سالم عن ابن عمر.
وقد تفرد به عن مخرمة: ابن أخيه ميمون بن يحيى بن مسلم بن عبد الله بن الأشج، مدني، ثم مصري: روى عنه جماعة من ثقات المصريين، منهم ابن وهب، وابن بكير، وهو مقل من الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات، وروى أحاديث مستقيمة قد توبع عليها، وقد أخرج له ابن خزيمة وأبو عوانة وابن حبان ما توبع عليه [التاريخ الكبير (٧/ ٣٤٢)(٩/ ١٢٢ - ط الناشر المتميز)]. صحيح ابن خزيمة (١٧٣٩). مستخرج أبي عوانة (٧/ ١١٤/ ٢٦٠٦) و (١٢/ ٤٨٠/ ٥٩٩٤)(٥٥٥٢ و ٥٥٥٧ - ط المعرفة). تاريخ ابن يونس (٢/ ٢٤٢). الجرح والتعديل (٨/ ٢٣٩). الثقات (٩/ ١٧٤). صحيح ابن حبان (٤١٢٧). معرفة الصحابة لأبي نعيم (٢/ ٧٢٤/ ١٩٣٦). شيوخ عبد الله بن وهب (٩٦). تاريخ الإسلام (٤/ ٩٨٧). إتحاف المهرة (٩/ ٦٨/ ١٠٤٦١)].
وهذا الحديث قد توبع عليه:
رواه فليح بن سليمان، عن نافع، عن ابن عمر [أخرجه البخاري (٢٧٠١ و ٤٢٥٢)، وتقدم ذكره قبل قليل]، كما قد توبع على أصله من حديث الزهري عن سالم عن ابن عمر.
• فقد رواه يونس بن يزيد وعنه: عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن وهب،