ابن عباس ﵄، يقول: قال لي معاوية ﵁: قصَّرتُ عن رسول الله ﷺ بمشقص أعرابي حين نزل من المروة في حجته. لفظ شبيب [عند الفاكهي].
ولفظ أحمد [عند الطبراني]: عن معاوية، قال: قصَّرتُ عن رسول الله ﷺ عند المروة بمشقص في حجته.
أخرجه الفاكهي (٢/ ٢٤٠/ ١٤٣٧). والطبراني في الكبير (١٩/ ٣٠٩/ ٦٩٤).
وهذا إسناد صحيح.
• وأخرجه أيضاً: عبد الرزاق في الأمالي في آثار الصحابة (١٤١).
قال: أنا معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه؛ أن معاوية قال لابن عباس: قصَّرتُ من رسول الله ﷺ بمشقص أعرابي في حجته على المروة.
رواه عن عبد الرزاق: أحمد بن منصور الرمادي، وهو: ثقة حافظ، قال: «سمعت من عبد الرزاق سنة أربع ومائتين»، وكان رفيقاً لابن معين في الرحلة، قلت: قد تأخر سماعه من عبد الرزاق عن أحمد وابن معين، فإنهما قد سمعا من عبد الرزاق سنة (١٩٩). [سيرة الإمام أحمد (٣٢). تاريخ دمشق (٥/ ٢٦٦) و (٣٦/ ١٨٠). البداية والنهاية (١٤/ ٣٨٢). السير (١٢/ ٣٩٠). تاريخ الإسلام (٥/ ١٠١٢)].
قلت: هذا تقصير ظاهر في الإسناد، وأصحاب عبد الرزاق الذين رووه عنه قبل أن يفقد بصره، رووه عنه مجوّداً: معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: سمعت ابن عباس ﵄، يقول: قال لي معاوية ﵁. وهذا هو الصواب.
• كما أن هذه الزيادة: «في حجته»؛ قد رواها عن عبد الرزاق جماعة ممن سمع منه قديماً.
لكنها زيادة شاذة، فإن النسائي لما أخرج هذا الحديث أخرجه من طريق الذهلي بدونها، كذلك فإن أحمد بن حنبل يبدو أنه ضرب على هذا الحديث فلم يبقه في مسنده، فلم أجده في المسند، ولا في أطرافه [انظر: أطراف المسند (٥/ ٣٣٩/ ٧٢٨٠). الإتحاف (١٣/ ٣٥٤/ ١٦٨٣٤)].
• بل على العكس من ذلك: فقد رواه ابن جريج، قال: أخبرني الحسن بن مسلم، عن طاووس، عن ابن عباس، عن معاوية بن أبي سفيان، قال: قصَّرتُ عن رسول الله ﷺ في عمرته، على المروة بمشقص. هكذا قيده بالعمرة، وليس بالحج، وهو الصواب.
ولهذا الحديث طرق أخرى:
١ - فقد رواه الحميدي، وعمرو بن محمد بن بكير الناقد، وعبد الرزاق بن همام، ومحمد بن أبان بن وزير البلخي [وهم ثقات]:
ثنا سفيان بن عيينة، قال: ثنا هشام بن حجير، عن طاووس، قال: سمعت ابن عباس، يقول: هذه حُجةٌ على معاوية، قوله: قصَّرتُ عن رسول الله ﷺ بمشقص أعرابي عند المروة، يقول ابن عباس: حين نهى عن المتعة. لفظ الحميدي.