(١٩/ ٣٠٩/ ٦٩٣). وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٥/ ٢٤٩٨/ ٦٠٦٤). والبيهقي (٥/ ١٠٢) (١٠/٣٠/٩٤٦٨ - ط هجر).
قال أبو نعيم في إثره: «رواه هشام بن حجير وابن طاووس عن طاووس، ورواه علي بن حسين عن ابن عباس، ورواه مجاهد وعطاء عن ابن عباس عن معاوية، نحوه».
وقال البيهقي: «وكذلك قال محمد بن سعد العوفي عن روح بن عبادة».
قلت: وبهذه المتابعات تثبت هذه الزيادة من حديث ابن جريج هذا، وهي زيادة: «في عمرته»، وأن هذا التقصير إنما كان في إحدى عُمر النبي ﷺ، ولم يكن في حجة الوداع، وسيأتي بيان تحديد هذه العمرة، والله أعلم.
• ورواه الحارث بن أبي أسامة، قال: حدثنا روح: حدثنا ابن جريج: أخبرني الحسن بن مسلم، عن طاووس، عن معاوية، قال: قصَّرتُ عن رسول الله ﷺ لعمرته، على المروة بمشقص. لم يذكر ابن عباس.
أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (٣/ ٣١٨/ ١٧٤٤). ومن طريقه: أبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/ ٣٤٥/ ٢٨٨٦).
قلت: قصر به الحارث بن أبي أسامة، حيث أرسله، وأسقط من الإسناد ذكر: ابن عباس، وقد رواه الجماعة من أثبت الناس في ابن جريج بإثباته في الإسناد، وبهذا يكون الحارث بن أبي أسامة قد تابع من رواه عن روح عن ابن جريج بزيادة العمرة، والله أعلم.
• وممن وهم في متنه، ولم يضبطه:
علي بن عاصم، رواه عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم، عن طاووس، عن ابن عباس، قال: لما احتضر معاوية، قال: يا بني، إني كنت مع رسول الله ﷺ على الصفا، وإني دعوت بمشقص، فأخذت من شعره، وهو في موضع كذا وكذا، فإذا أنا مت فخذوا ذلك الشعر فاحشوا به فمي ومنخري.
أخرجه ابن أبي الدنيا في المحتضرين (٦٦)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٩/ ٢٢٨).
قلت: وهذا حديث منكر، تفرد به بهذا السياق عن ابن جريج المكي دون بقية أصحابه الثقات المكيين وغيرهم: علي بن عاصم الواسطي، وهو: صدوق، كثير الغلط والوهم، فإذا روجع أصر ولم يرجع، لذا فقد تركه بعضهم، وله أوهام تقدم ذكرها في فضل الرحيم الودود، وفي الراوي عنه جهالة.
• وهذا الحديث قد رواه:
يحيى بن سعيد القطان [ثقة حجة]، وحجاج بن محمد المصيصي [ثقة ثبت، من أثبت أصحاب ابن جريج]، ومكي بن إبراهيم [البلخي: ثقة ثبت]، وروح بن عبادة [ثقة]، كان ابن جريج يخصه كل يوم بشيء من الحديث، ومحمد بن بكر البرساني [ثقة، من أصحاب