برد بن سنان: عن عبدة، عن زر بن حبيش، عن الصبي. ورواه حبيب بن حسان، عن أبي وائل.
ورواه عامر الشعبي، وأبو إسحاق السبيعي، والحسن العرني، وأبو قلابة، عن الصبي بن معبد، عن عمر.
وهو حديث صحيح، وأحسنها إسنادا: حديث منصور، والأعمش، عن أبي وائل، عن الصبي، عن عمر».
وقد تقدم تعقب الدارقطني على كلامه فيما تقدم.
وقال ابن عبد البر في التمهيد (٨/ ٢١٢): «وهو حديث كوفي جيد الإسناد، ورواه الثقات الأثبات عن أبي وائل عن الصبي بن معبد عن عمر، ومنهم من يجعله عن أبي وائل عن عمر، رواه هكذا عن أبي وائل عن عمر: الحكم بن عتيبة، وسلمة بن كهيل، وعاصم بن أبي النجود، وسيار أبو الحكم، ورواه الأعمش ومنصور وعبدة بن أبي لبابة، عن أبي وائل، عن الصبي بن معبد، عن عمر، وهؤلاء جودوه وهم أحفظ، ورواه عن الصبي: مسروق وأبو وائل».
تقدم نقد ما قاله ابن عبد البر، وقد اتفق الثقات الحفاظ المتقنون وغيرهم على روايته: عن أبي وائل عن الصبي بن معبد، عن عمر.
ومما قلت فيما تقدم: أن الحكم بن عتيبة رواه عن أبي وائل؛ أن الصبي بن معبد كان نصرانيا … ، فذكر الحديث، ثم قال الحكم في آخره: فقلت لأبي وائل: حدثك الصبي؟ فقال: نعم. فاتصل بذلك الإسناد، وزال الإشكال، وهكذا تحمل رواية من رواه مؤننا على رواية من صرح فيه بالسماع، ولا تعارض في مثل هذا، لأنه يقع للرواة أحيانا حمل السماع والعنعنة على الأنأنة، وما ظاهره الإرسال والحكاية، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
وقال ابن كثير في مسند الفاروق عمر (١/ ٤٧٤): «قلت: فهو محفوظ، بل متواتر إلى أبي وائل، وقد صرح فيه بالتحديث عن الصبي بن معبد، فهو على شرط البخاري ومسلم، فعجبا لهما إذ لم يخرجاه! والظاهر أنهما عدلا عنه، لأنه لم يرو عن الصبي بن معبد إلا أبو وائل وحده، لكن في الصحيحين من هذا الضرب من الأحاديث قطعة، ثم قد سمعه منه مسروق، ولهذا قال الإمام علي ابن المديني: لا أعلم أحدا رواه عن الصبي بن معبد غير أبي وائل، ومما حسن الحديث: أن مسروقا سأل الصبي بن معبد عن هذا الحديث، ثم أسند ذلك، كما تقدم، ثم قال: وهو عندي حديث صحيح».
وقال في البداية (٧/ ٤٥٩) بعد أن ذكر الحديث من طريق سيار، والأعمش، ومنصور، والحكم، وعبدة بن أبي لبابة، كلهم عن أبي وائل به، ساقها جميعا من مسند أحمد، ثم قال:«وهذه أسانيد جيدة على شرط الصحيح».
وقال النووي في المجموع (٧/ ١٥٧): «رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح، قال