إلى حجة، فأهللت بهما جميعاً، ولم أسق، فمررت بسلمان بن ربيعة وزيد بن صوحان، فسمعاني أقول: لبيك بعمرة وحجة معاً، فقال أحدهما: هذا أضل من بعيره، وقال الآخر: هذا أضل من كذا وكذا، قال: فصنعت ماذا؟ قال: مضيت فطفت طوافاً لعمرتي، وسعيت سعياً لعمرتي، ثم عدت ففعلت مثل ذلك لحجي، ثم بقيت حراماً ما أقمت، أصنع كما يصنع الحاج حتى قضيت آخر نسكي قال: هديت لسنة نبيك ﷺ.
ولفظ زفر عن أبي حنيفة [عند الحارثي (٩٢٧)] عن الصبي بن معبد، قال: كنت حديث عهد بنصرانية فأسلمت، فقدمت الكوفة أريد الحج، فوجدت سلمان بن ربيعة وزيد بن صوحان يريدان الحج، وذلك في زمان عمر بن الخطاب ﵁، فأهل سلمان رضي عنه وزيد بن صوحان بالحج وحده، وأهل الصبي بالحج والعمرة، فقالا: ويحك تمتع، وقد نهى عمر عن المتعة، والله لأنت أضل من بعيرك، فقال: نقدم على عمر وتقدمون، فلما قدم الصبي مكة طاف بالبيت لعمرته وبين الصفا والمروة، ثم عاد وهو حرام لم يحلل منه شيء، فطاف بالبيت، وسعى بين الصفا والمروة لحجه، ثم أقام حراماً لم يحلل منه شيء حتى أتى عرفات، وفرغ من حجته، فلما كان يوم النحر حلَّ فأهراق دماً لمتعته، فلما صدروا مروا بعمر بن الخطاب ﵁ عنه، فقال له زيد بن صوحان يا أمير المؤمنين إنك نهيت عن المتعة وأن الصبي بن معبد قد تمتع قال: صنعت ماذا يا صبي؟ قال: أهللت يا أمير المؤمنين بالحج والعمرة، فلما قدمت مكة طفت بالبيت وسعيت بين الصفا والمروة لعمرتي، ثم رجعت حراماً لم أحلل من شيء، ثم طفت بالبيت وبين الصفا والمروة لحجتي، ثم أقمت حراماً، حتى إذا كان يوم النحر فأهرقت دماً لمتعتي ثم أحللت، قال: فضرب عمر ﵁ على ظهره، وقال: هديت لسنة نبيك ﷺ.
ولفظ اللؤلؤي عن أبي حنيفة [عند الحارثي (٩٢٩)] عن الصبي، قال: خرج هو وسلمان بن ربيعة وزيد بن صوحان يريدون الحج، قال: أما الصبي فقرن الحج والعمرة جميعاً، وأما سلمان وزيد فأفردا الحج، ثم أقبلا على الصبي يلومانه فيما صنع، ثم قالا له: لأنت أضل من بعيرك، تقرن الحج والعمرة وقد نهى أمير المؤمنين عن العمرة، فقال: تقدمون على عمر وأقدم عليه قال: فمضوا حتى دخلوا مكة، فطاف بالبيت لعمرته، ثم سعى بين الصفا والمروة لعمرته، ثم عاد فطاف بالبيت لحجته ثم سعى بين الصفا والمروة لحجته، ثم أقام حراماً كما هو لم يحل له شيء حرم عليه حتى إذا كان يوم النحر ذبح ما استيسر من الهدي شاة، فلما قضوا نسكهم مروا بالمدينة، فدخلوا على عمر، فقال له سلمان وزيد بن صوحان: يا أمير المؤمنين إن الصبي قرن العمرة والحج جميعاً فنهيناه فلم ينته، فأقبل عمر على الصبي، فقال: يا صبي صنعت ماذا؟ قال: يا أمير المؤمنين قرنت العمرة والحج جميعاً، قال: ثم صنعت ماذا؟ قال: لما قدمت مكة طفت طوافاً بالبيت لعمرتي، ثم سعيت بين الصفا والمروة لعمرتي، ثم عدت فطفت بالبيت لحجتي، ثم سعيت بين الصفا والمروة لحجتي، قال: ثم صنعت ماذا؟ قال: ثم أقمت حراماً كما أنا لم يحل