قال أبو داود:«الذي تفرد به - يعني: أنساً - من هذا الحديث: أنه بدأ بالحمد والتسبيح والتكبير، ثم أهل بالحج».
قلت: إذا ثبت الحديث لزم العمل به، وقد ثبت بإسناد صحيح، ووهيب: ثقة ثبت حافظ، من كبار حفاظ البصرة، ومن أصحاب أيوب السختياني المكثرين عنه، فلا غرو أن ينفرد عنه دون بقية أصحابه، لاسيما وقد اختلف الأئمة فيمن يقدَّم في أصحاب أيوب عند الاختلاف: إسماعيل بن علية، أو وهيب بن خالد، فقدم عبد الرحمن بن مهدي وهيباً على ابن علية، وقدَّم يحيى القطان ابن علية [التهذيب (٤/ ٣٣٣)]، وهذا مما يدل على اختصاص وهيب بأيوب، وأنه من المكثرين عنه، والمقدمين فيه، وممن يحتمل تفرده عنه، ولذلك فقد احتج البخاري بما تفرد به عن أيوب هنا في ثلاثة مواضع، تقدم بيانها قريباً، منها قوله:«باب التحميد والتسبيح والتكبير قبل الإهلال عند الركوب على الدابة».
• وقد رواه حماد بن زيد، وإسماعيل بن علية، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وسفيان بن عيينة، ومعمر بن راشد:
عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك ﵁؛ أن رسول الله ﷺ صلى الظهر بالمدينة أربعاً، وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين، لفظ ابن علية [عند البخاري (١٧١٥). ومسلم وأحمد]، وابن عيينة [عند الحميدي]، والثقفي [عند البخاري (١٥٤٧)].
ولفظ حماد: صلى النبي ﷺ بالمدينة الظهر أربعاً، والعصر بذي الحليفة ركعتين، وسمعتهم يصرخون بهما جميعاً [الحج والعمرة] [البخاري (١٥٤٨ و ٢٩٥١). ومسلم (٦٩٠)]، وفي رواية لأبي يعلى بإسناد صحيح: فسمعتهم يصرخون بهما صراخاً؛ بالحج والعمرة.
أخرجه البخاري (١٥٤٧ و ١٥٤٨ و ١٧١٥ و ٢٩٥١). ومسلم (١٠/ ٦٩٠). [راجع تخريجه في: فضل الرحيم الودود (١٣/١٥/ ١٢٠٢)].
ج - ومن المتابعات لرواية وهيب المطولة غير ما تقدم ذكره:
أ - روى عبد الوهاب الثقفي: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس ﵁، قال: كنت رديف أبي طلحة، وإنهم ليصرخون بهما جميعاً؛ الحج والعمرة.
أخرجه البخاري (٢٩٨٦) والبزار (١٣/ ٢٦١/ ٦٧٩١). وأبو يعلى (٥/ ١٩٦/ ٢٨١٤). والبغوي في شرح السنة (٧/٧٢/١٨٨٠). [التحفة (٩٤٧). المسند المصنف (٢/ ١٩٢/ ٧٢٥)].
ب - ورواه معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة وحميد بن هلال، عن أنس؛ قال: كنت رديف أبي طلحة، وهو يساير النبي ﷺ، فقال: إن رجلي لتمس غرز النبي ﷺ، فسمعته يلبي بالحج والعمرة معاً.