للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أنس بن مالك زعم أنه قرن، فقال ابن عمر: إن أنساً كان يتولج على النساء مكشفات الرؤوس، فإني كنت تحت ناقة رسول الله يمسني لعابها، أسمعه يلبي بالحج. لفظه عند الطبراني.

أخرجه المحاملي في جزء من حديثه (٣١)، وابن الأعرابي في معجمه (٩٥٩)، والطبراني في مسند الشاميين (١/١٦٥/ ٢٧٤)، وابن ثرثال في جزئه (١٨٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٦/١٠).

قال العيني في نخب الأفكار (٩/ ٢٢٥): «وأخرجه الطرطوشي في كتاب الحج، ولفظه: كان أنس صغيراً يتولج على النساء وهن مكشفات، لا يستترن منه لصغره، وأنا آخذ بزمام ناقة النبي يمسني لعابها، وفي لفظ: يسيل عليَّ لعابها ـ، سمعته يهل بالحج مفرداً، وأهللنا مع النبي بالحج خالصاً، لا يشوبه شيء.

فقلت: هذا فيه نظر؛ لأن حجة الوداع كانت وسن أنس نحو العشرين فكيف يدخل على النساء؟! وقد جاء في الصحيح أنه منع من الدخول عليهن حين بلغ خمس عشرة سنة، وذلك قبل الحجة بنحو خمس سنين؟! وأيضاً مكان سنه نحو سن ابن عمر، ولعله لا يكون بينهما إلا نحو من سنة أو دونها، ولئن سلمنا ذلك فيجاب بما ذكره الطحاوي، وبما ذكرنا يُرَدُّ كلام ابن بطال أيضاً حيث يقول: ومما يدل على قلة ضبط أنس: قوله في الحديث: فلما قدمنا أمر النبي فحلوا حتى إذا كان يوم التروية أهلوا بالحج، وهذا لا معنى له، ولا يُفهم أن النبي كان قارناً؛ كما قال، والأئمة متفقة على أن القارن لا يجوز له الإحلال حتى يفرغ من عمل الحج كله؛ فلذلك أنكر عليه ابن عمر، وإنما حلّ من كان أفرد الحج، وفسخه في عمرة ثم تمتع».

قلت: هذا إسناد رجاله ثقات، وزيد بن أسلم: قيل بأنه لم يسمع من ابن عمر سوى حديثين [تحفة التحصيل (١١٧)]، والأقرب عندي إطلاق السماع، فقد أطلقه البخاري في التاريخ الكبير (٣/ ٣٨٧)، وقال: «سمع ابن عمر»، هكذا بدون قيد، وأخرج له في الصحيح حديثين عن ابن عمر [(٥١٤٦ و ٥٧٨٣)]؛ لكن إذا دلت القرائن على عدم السماع؛ فيعمل بها حينئذ، وزيد بن أسلم هنا يحكي واقعة، ولا يرويها رواية، فيحتمل عدم سماعه لها من ابن عمر، أو عدم شهوده للواقعة، والله أعلم.

وهو حديث صحيح، فقد تقدم صحة معناه فيما سبق ذكره في طرق بكر عن أنس: فقد روى حميد الطويل: أخبرني بكر بن عبد الله المزني، قال: سمعت أنس بن مالك يحدث، قال: سمعت النبي يلبي بالحج والعمرة جميعاً.

قال [بكر]: فحدثت بذلك ابن عمر قال: فقال ابن عمر: لبى بالحج وحده. قال [بكر]: فلقيت أنساً فحدثته بقول ابن عمر، فقال أنس: ما يعدوننا إلا كالصبيان [وفي رواية: ما تعدوننا إلا صبياناً!]، سمعت رسول الله يقول: «لبيك عمرة وحجاً»، معاً. [أخرجه البخاري (٤٣٥٤)، ومسلم (١٨٥/ ١٢٣٢)، وتقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٧٧٤)، في الجزء الرابع والعشرين].

<<  <  ج: ص:  >  >>