أن يجمع بين الحج والعمرة؟ قالوا: لا، قال: بلى، إنه في هذا الحديث، قالوا: لا نعلمه. وهذا ليس بشيء، قد اجتمع فيه الإبهام، والانقطاع.
• وروى عمر بن سعيد بن أبي حسين النوفلي، قال: إن علي بن عبد الله بن علي [العدوي] أخبره، أن أباه أخبره، قال: سمعت معاوية على المنبر بمكة، يقول: نهى رسول الله ﷺ عن لبس الذهب والحرير. وفي إسناده مجهولان.
• وروى أبو المعتمر يزيد بن طهمان، عن ابن سيرين، عن معاوية، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تركبوا الخَزَّ، ولا النمار». وكان معاوية لا يُتهم في الحديث عن رسول الله ﷺ.
وفي رواية: أن رسول الله ﷺ نهى عن ركوب الخز والنمور. قال ابن سيرين: فكان معاوية لا يتهم في الحديث على رسول الله ﷺ. ورجال إسناده ثقات.
• وروى بقية بن الوليد: حدثنا بحير بن سعيد الكلاعي، عن خالد بن معدان، قال: وفد المقدام بن معدي كرب، وعمرو بن الأسود، ورجل من بني أسد من أهل قنسرين، إلى معاوية بن أبي سفيان، فقال معاوية للمقدام: أعلمت أن الحسن بن علي توفي؟ فرجع المقدام، فقال له رجل: أتعدها مصيبة؟ قال له: ولم لا أراها مصيبة، وقد وضعه رسول الله ﷺ في حجره، فقال:«هذا مني، وحسين من علي»، فقال الأسدي: جمرة أطفأها الله ﷿، قال: فقال المقدام: أما أنا فلا أبرح اليوم حتى أغيظك وأسمعك ما تكره، ثم قال: يا معاوية إن أنا صدقت فصدقني، وإن أنا كذبت فكذبني؛ قال: أفعل، قال: فأنشدك بالله! هل سمعت أن رسول الله ﷺ ينهى عن لبس الذهب؟ قال: نعم، قال: فأنشدك بالله! هل تعلم أن رسول الله ﷺ نهى عن لبس الحرير؟ قال: نعم، قال: فأنشدك بالله! هل تعلم أن رسول الله ﷺ نهى عن لبس جلود السباع والركوب عليها؟ قال: نعم، قال: فوالله لقد رأيت هذا كله في بيتك يا معاوية، فقال معاوية: قد علمت أني لن أنجو منك يا مقدام! … الحديث، وهذا إسناد حمصي صحيح.
• وروى محمد بن مهاجر [الأنصاري الشامي: ثقة]، عن كيسان مولى معاوية، قال: خطب معاوية الناس، فقال: يا أيها الناس! إن النبي ﷺ نهى عن تسع، وأنا أنهى عنهن: النوح، والشعر، والتبرج، والتصاوير، وجلود السباع، والغناء، والذهب، والحرير، والحديد. وفي إسناده مجهول.
وبهذا يتبين تفرد أبي شيخ بهذه الزيادة، في النهي عن الجمع بين الحج والعمرة، دون بقية من روى الحديث عن معاوية من وجوه شتى، فهي زيادة باطلة، مخالفة لإجماع الأمة، معارضة للأحاديث المتواترة بأصح الأسانيد في جواز الجمع بين الحج والعمرة بالتمتع والقرآن.
قال ابن القيم:«أبو شيخ هذا لم نعلم عدالته وحفظه، ولو كان حافظاً، لكان حديثه هذا معلوم البطلان، إذ هو خلاف المتواتر عن رسول الله ﷺ من فعله وقوله».