قال أبو عبد الرحمن: وأخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد، عن عقبة بن علقمة، عن الأوزاعي: حدثني يحيى بن أبي كثير: حدثني أبو إسحاق: حدثني أبو جُمَّان.
قال أبو عبد الرحمن: وأخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي: حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا يحيى بن حمزة: حدثني الأوزاعي: حدثني يحيى بن أبي كثير: حدثني حمران، قال: حج معاوية.
قال أبو عبد الرحمن: وخالفه قتادة فرواه عن أبي شيخ الهنائي؛ أنه سمع معاوية، ولم يذكر بينهما أحد، وقتادة أحفظ من يحيى بن أبي كثير، وحديثه أولى بالصواب.
ورواه بيهس بن فهدان، عن أبي شَيْخ، قال: سمعت، معاوية، قاله النضر عنه، وهذا موافق لقتادة.
وقال علي بن غراب عن بيهس، عن أبي شَيْخ، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ. وحديث النضر بن شميل: أشبه بالصواب، والله أعلم».
وقد لخص ذلك ابن ماكولا، فقال في الإكمال (٢/ ٥٥٤): «حمان بن خالد أخو أبي شيخ الهنائي حيوان بن خالد، روى عن معاوية حديثاً، فيه اختلاف كثير، فقال قتادة - وهو حافظ: عن أبي شيخ عن معاوية، ولم يذكر أخاه، وتابعه بيهس بن فهدان من رواية النضر بن شميل عنه، وقال علي بن غراب: عن بيهس عن أبي شيخ عن ابن عمر، ورواه يحيى بن أبي كثير فاختلف عليه فيه، فقيل: عنه عن أبي شيخ عن أخيه، وقيل: عنه عن أبي إسحاق بدلاً من أبي شيخ عن حمان، يقال: حِمَّان بالحاء المهملة وكسرها وتشديد الميم، ويقال: بضم الحاء وتشديد الميم، ويقال: جُمَان بضم الجيم وتخفيف الميم، ويقال: جَمَّان، بفتح الجيم وتشديد الميم، وبضم الجيم، وقيل: جَمَّاز، بفتح الجيم وتشديد الميم وآخره زاي وقيل: أبو جماز، وقيل: حمران».
وقال في موضع آخر (٥/ ٩٥): «وأبو شيخ الهنائي خيوان بن خالد، وقيل: حيوان بالحاء المهملة، روى عن معاوية بن أبي سفيان، وعن أخيه حمان، وفي اسم أخيه اختلاف كثير تقدم ذكره».
وقال ابن حزم في حجة الوداع (٤٨٥): «أما حديث معاوية: فمعلول أيضاً؛ لأن أبا شيخ لم يسمعه من معاوية»، فرجح أيضاً رواية يحيى بن أبي كثير.
ثم ساق طريق يحيى بن أبي كثير، والاختلاف عليه فيه، ثم قال:«فصح أن أبا شيخ إنما أخذه عمن لا يدري مرة يقول: أخبرنا حِمَّان، ومرة يقول: جُمان، ومرة يقول: جماز، ومرة يقول: حُمْران، وكل هؤلاء لا يُعرف منهم أحد».
ثم قال:«فإن قيل بأن قتادة قد ذكر عن أبي شيخ سماعاً من معاوية، وعنده جمع من أصحاب محمد، فقال: أتعلمون أن نبي الله ﷺ نهى عن ركوب جلود النمور؟» قالوا: اللهم نعم، قيل لهم: ليس في هذا الحديث ذكر النهي عن القرآن، ولا عن المتعة، والحديث