وكذلك رواه أبو الشيخ بأطرافه الثلاثة في الذهب والحرير، وجلود النمور: حج معاوية فدعا نفراً من الأنصار في الكعبة، فقال: أنشدكم الله! ألم تسمعوا أن رسول الله ﷺ نهى عن الذهب؟ قالوا: اللهم نعم، قال: وأنا أشهد. قال: أنشدكم الله! ألم تسمعوا رسول الله ﷺ له نهى عن صُفَف النمور؟ قالوا: نعم، قال: وأنا أشهد. قال: أنشدكم الله! ألم تسمعوا رسول الله ﷺ نهى عن ثياب الحرير؟ قالوا: اللهم نعم، قال: وأنا أشهد.
فدل سياق الطبراني وأبي الشيخ - وهما ممن لا يقطع الحديث على الأبواب؛ على عدم اشتمال هذه الرواية على موضع الشاهد في النهي عن الجمع بين الحج والعمرة.
أخرجه النسائي في المجتبى (٨/ ١٦٢/ ٥١٥٥)(٨/ ١١٢/ ٥١٩٩ - ط التأصيل)، وفي الكبرى (٨/٣٦١/ ٩٣٩٤)(١١/ ٩٥٩١/ ٣٣٨ - ط التأصيل) و (٨/ ٤٠٤/ ٩٥٣٠)(١١/ ٣٩٩/ ٩٧٢٧ - ط التأصيل) و (٨/٤٦٩/ ٩٧٣٤)(٩٩٣٠ - ط التأصيل)، وابن دحيم في فوائده (٦٩)، والطحاوي في شرح المشكل (١٢/٣١٩/ ٤٨٣٤)، والطبراني في الكبير (١٩/ ٣٥٤/ ٨٣٠) و (١٩/ ٨٣٢/ ٣٥٥)، وأبو الشيخ في ذكر الأقران (٤٤٦)، والدارقطني في المؤتلف والمختلف (٢/ ٧٣٣)، وابن حزم في حجة الوداع (٥٥٤). [التحفة (٨/ ١٣٠/ ١١٤٠٥)، المسند المصنف (٢٤/ ١١١٤٤/ ٦١٣)].
ب - ورواه عُمارة بن بشر [المصيصي: شيخ له أوهام، وأفراد لم يتابع عليها، وهذا منها. تاريخ دمشق (٣٤/ ٢٩٩). تاريخ الإسلام (٤/ ١١٧١) و (٥/ ١٣٣). الميزان (٣/ ١٧٣). التهذيب (٢٠٧٣)]، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو إسحاق، قال: حدثني حِمَّان، قال: حج معاوية فدعا نفراً من الأنصار في الكعبة، فقال: أنشدكم بالله! ألم تسمعوا رسول الله ﷺ نهى عن الذهب؟ قالوا: اللهم نعم، قال: وأنا أشهد. فرقه النسائي على الأبواب، كمثل ما فعل في بقية الروايات.
وفي الموضع الثاني من الكبرى (٩٥٣١): فقال: أنشدكم الله! ألم تسمعوا رسول الله ﷺ ينهى عن الحرير؟ قالوا: اللهم نعم، قال: وأنا أشهد.
وفي الموضع الثالث من الكبرى (٩٧٣٥): فقال: أنشدكم بالله! ألم تسمعوا رسول الله ﷺ ينهى عن صُفَف النمور؟ قالوا: اللهم نعم، قال: وأنا أشهد. أخرجه النسائي في المجتبى (٨/١٦٢/ ٥١٥٦)، وفي الكبرى (٨/ ٣٦١/ ٩٣٩٥) و (٨/ ٤٠٤/ ٩٥٣١) و (٨/ ٩٧٣٥/ ٤٧٠)، ومن طريقه الطحاوي في شرح المشكل (١٢/ ٣٢٠/ ٤٨٣٥)، والدارقطني في المؤتلف والمختلف (٢/ ٧٣٣). [التحفة (٨/ ١٣٠/ ١١٤٠٥)، المسند المصنف (٢٤/ ١١١٤٤/ ٦١٣)].
قال النسائي في الكبرى (٩٥٣١): «خالفه عقبة بن علقمة، رواه عن الأوزاعي، عن يحيى قال: حدثني أبو إسحاق، عن أبي جماز».
قلت: رواية عمارة بن بشر رواية منكرة، ولا يُعرف أبو إسحاق في إسناد هذا الحديث؛ إنما هو: أبو شيخ؛ فلا أدري الوهم فيه من عُمارة، أم من الأوزاعي نفسه؟