أمر ضباعة أن تشترط: «أن محلّي حيث حبستني، فإن حبست؛ فقد أحللك ذلك شرطك».
أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (١/ ١٩٤).
قلت: هذا حديث باطل؛ محمد بن يونس بن موسى الكديمي: كذاب، يضع الحديث.
• ورواه أبو فروة يزيد بن سنان الرهاوي، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس ﵄ أن رسول الله ﷺ قال لضباعة: «أحرمي ولبي، وقولي: محلي من الأرض حيث حبستني، فإنك إن مرضت؛ فإنك قد أحللت عن أمر رسول الله ﷺ».
أخرجه البزار (١١/٤٥/٤٧٣١)، والدارقطني في الأفراد (١/ ٤٧٦/ ٢٦٣٦ - أطرافه).
قال الدارقطني: «حديث: ضباعة في الاشتراط، تفرد به يزيد بن سنان، عنه».
قلت: هذا حديث منكر؛ تفرد به عن يحيى بن أبي كثير: يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي، وهو: ضعيف، روى عن يحيى بن أبي كثير مناكير، ومشاه بعضهم، وقال ابن عدي: «وعامة حديثه غير محفوظ» [التهذيب (٤/ ٤١٦). الميزان (٤/ ٤٢٧)].
• وبهذا يتبين وهم يحيى بن عبد الحميد الحماني في إسناد حديث يحيى بن أبي كثير، والمحفوظ فيه:
ما رواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد، عن حجاج الصواف، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، قالت: … فذكر الحديث.
وهذا إسناد رجاله ثقات، وأظنه مرسلاً، لأن عكرمة إنما يروي قصة ضباعة عن ابن عباس، قصر به يحيى بن أبي كثير، والله أعلم.
• وروى ابن أبي شيبة حدثنا عباد بن العوام، عن هلال بن خباب، قال: قلت السعيد بن جبير: أرأيت الاشتراط في الحج؟ قال: إنما الاشتراط في الحج فيما بين الناس.
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/٢٤/١٥٣٨٧ - ط الشثري).
قلت: وهذا مقطوع على سعيد بن جبير بإسناد صحيح، ولا يقدح في صحة حديث عباد الموصول عن ابن عباس، بل هو طرف من حديث هلال بن خباب، رواه ثابت بن يزيد الأحول عن هلال بن خباب فجمع بينهما في سياق واحد:
• فقد رواه ثابت بن يزيد الأحول [أبو زيد البصري: ثقة ثبت، وهو أقدم وفاة من يحيى بن سعيد القطان بنحو ثلاثين سنة، ومن ثم فقد حمل ثابت عن هلال قبل تغيره بلا أدنى شك. راجع ترجمة هلال بن خباب في فضل الرحيم الودود (١٧/ ٣٩٤/ ١٤٤٣)]، قال: حدثنا هلال بن خباب قال: سألت سعيد بن جبير عن الرجل يحج: يشترط؟ قال: الشرط بين الناس، فحدثته حديثه - يعني: عكرمة، فحدثني عن ابن عباس؛ أن ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب أتت النبي ﷺ، فقالت: يا رسول الله إني أريد الحج، فكيف أقول؟ قال: «قولي: لبيك اللهم لبيك، ومحلي من الأرض حيث تحبسني، فإن لك على ربك ما استثنيت».