٣ - عن ناجية بن جندب:
رواه الهيثم بن واقد، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن ناجية بن جندب، قال: كنت على هدي رسول الله ﷺ في حجته، وكان معي فتيان من أسلم، كنا نسوقها سوقا نبتغي بها الرعي وعليها الجلال، فقلت: يا رسول الله أرأيت ما عطب منها، كيف أصنع به؟ قال: «انحره، وتلقي قلائده في دمه، ثم تضرب به صفحته اليمنى، ثم لا تأكل منها ولا أحد من أهل رفقتك».
قال: ثم قدمنا مكة بعد يوم، ثم رحنا يوم التروية إلى عرفة بالهدي، ثم انحدرنا من عرفة حتى انتهينا إلى جمع، ثم انتهينا من جمع إلى منزل النبي ﷺ بمنى، حيث ضربت قبته، فأرسل رسول الله ﷺ أن: «سق الهدي إلى المنحر»، فرأيت رسول الله ﷺ ينحر الهدي بيده، وأنا أقدمها إليه تعتب في العقل.
أخرجه الواقدي في المغازي (٣/ ١٠٩٠).
وقد ساقه الزيلعي في نصب الراية (٣/ ١٦٣) بتمامه من مغازي الواقدي، وقال في آخره: فرأيت رسول الله ﷺ ينحر الهدي بيده، وأنا أقدمها إليه، تمشي على ثلاث قوائم، وهي معقولة واحدة.
قلت: هذا حديث باطل؛ أبو مروان الأسلمي: قال العجلي: «مدني، تابعي، ثقة»، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال النسائي: «غير معروف» [الميزان (٤/ ٥٧٢).
التهذيب (١٥/ ٥٨٩ - ط دار البر)].
والهيثم بن واقد: شيخ للواقدي، وهو عمه: لم أقف له على ترجمة.
والواقدي: محمد بن عمر بن واقد الأسلمي: متروك، متهم، يروي أحاديث لا أصل لها [التهذيب (٣/ ٦٥٦)].
٤ - عن ابن عباس:
رواه أبو خالد الأحمر [سليمان بن حيان: صدوق]، عن أشعث، عمن يذكر، عن ابن عباس ﵄، قال: رأى رجلا ينحر بدنته باركة، فقال: قياما، سنة محمد ﷺ.
أخرجه ابن أبي شيبة (٩/ ٩٦/ ١٦٣٨٩ - ط الشثري).
وهذا حديث ضعيف؛ في سنده مبهم، لا يدرى من رواه عن ابن عباس، وأشعث هو: ابن سوار، وهو: ضعيف.
ورواه سفيان بن عيينة [ثقة حافظ] [وعنه: سعيد بن منصور، وأبو نعيم الفضل بن دكين]، وأشعث بن سعيد البصري [أبو الربيع السمان: متروك، قال هشيم: «كان يكذب»، وقال العقيلي بعد أن ساق في ترجمته حديثين: وله غير حديث من هذا النحو، لا يتابع على شيء منها. التهذيب (١/ ١٧٨). الميزان (١/ ٢٦٣)]:
عن عبيد الله بن أبي يزيد المكي [ثقة]، سمع ابن عباس، عن ابن عباس ﵄، في تفسير قوله تعالى: ﴿فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ﴾ قال: قياما.