كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٥ - كتاب المناسك - ١٩ - باب في الهدي إذا عطب قبل أن يبلغ - ج: 24 - ص: 409

إلى آل عتبة بثلثه، ويأكل ثلثاً، وبهذا قال الشافعي، وأحمد، وإسحاق، وقال عطاء: يؤكل منه ويتصدق ويطعم أثلاثاً. وقال الثوري: كل من نسكك، وتصدق إلى الثلث وأقل من الثلث وتصدق بأكثره. وقال أصحاب الرأي: ما كثر فهو أفضل، وما يحب أن يتصدق بأقل من الثلث».

١١ - حديث ابن عباس:

يرويه محمد بن بكر البرساني، وروح بن عبادة، وحفص بن غياث، وأبو ضمرة أنس بن عياض، وأبو خالد سليمان بن حيان الأحمر [وهم ثقات]، ويحيى بن أيوب الغافقي [لا بأس به]، وسعيد بن سالم القداح [ليس به بأس]، ويحيى بن أبي الحجاج المنقري [ليس بالقوي]:

حدثنا ابن جريج، قال: قال عطاء الخراساني: عن ابن عباس؛ أن النبي ﷺ أتاه رجل، فقال: إنَّ عليَّ بدنة، وأنا موسر بها ولا أجدها؛ فأشتريها، فأمره النبي ﷺ أن يبتاع سبع شياه فيذبحهن. لفظ البرساني [عند ابن ماجه، وأحمد (١/ ٣١٢)]، ولفظ روح [عند أحمد].

ولفظ أبي خالد [عند أبي داود، وابن أبي العقب]: عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس ﵄، قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ، فقال: علي بدنة، وأنا موسر لها، ولا أجد؟ فقال رسول الله ﷺ: «اذبح [مكانها] سبع شياه».

ولفظ حفص بن غياث [من رواية: عمرو بن الحصين عنه، وهو متروك متهم] [عند أبي يعلى، وابن عدي]: عن عطاء، عن ابن عباس ﵄، قال: قال رجل: يا رسول الله، وجبت علي بدنة، وقد عزَّت البدن، فما ترى؟ قال: «اذبح مكانها سبعاً من الشاء». وفي رواية له [من رواية: يوسف بن عدي عنه، وهو ثقة] [عند الطحاوي]: سأل رجل رسول الله ﷺ، فقال: عليَّ ناقة، وقد عزبت عليَّ؟ فقال: «اشتر سبعاً من الغنم».

وقد وقع في رواية يحيى بن أبي الحجاج [عند ابن عدي]: شك في العدد، حيث قال: فأمره أن يذبح تسع شياه أو سبع. شك فيه الراوي عن يحيى، محمد بن حسان بن فيروز الأزرق، وهو: ثقة.

ولفظ يحيى بن أيوب [عند البزار والطبراني]: عن عطاء، عن ابن عباس ﵄؛ أن رجلاً قال: يا رسول الله علي بدنة، وأنا موسر لها، ولا أجدها؟ قال: «اذبح شاة». وقد تفرد عن ابن جريج بهذا اللفظ: يحيى بن أيوب الغافقي المصري، وهو: صدوق سيئ الحفظ، يخطئ كثيراً، له غرائب ومناكير يتجنبها أرباب الصحاح، وينتقون من حديثه ما أصاب فيه [وقد سبق ذكره مراراً في فضل الرحيم، وانظر في أوهامه فيما تقدم معنا في السنن على سبيل المثال: الحديث رقم (١٥٨ و ٧١٨ و ١٣٣٣)، وما تحت الحديث رقم (٢٢٨ و ٣٣٥)، وانظر هناك ترجمته موسعة].

أخرجه أبو داود في المراسيل (١٤٦ و ١٤٧)، وابن ماجه (٣١٣٦)، وأحمد (١/ ٣١١).