كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٥ - كتاب المناسك - ١٨ - باب في ركوب البدن - ج: 24 - ص: 330

وقد بلغ منه [يعني: بلغ منه الجهد، فقال: «اركبها»، قال: إنها بدنة، قال: «اركبها»]. ولفظ إسماعيل بن جعفر [عند الطحاوي]: أن رسول الله ﷺ رأى رجلا يسوق بدنة، وقد جهد، قال: «اركبها»، قال: يا رسول الله إنها بدنة! قال: «اركبها».

أخرجه يحيى بن سلام في التفسير (١/ ٣٧٢)، وابن أبي شيبة (٨/ ٤٦٣/ ١٥٥٨٢) و (٢٠/ ٢٨٨/ ٣٩٠٨٩) [سقط في الموضع الأول تبعا للنسخ: عن أنس، وهو على الصواب في الموضع الثاني]، وعلي بن حجر في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (٦٧)، وعبد بن حميد (١٤١٢)، وأبو يعلى (٦/ ٤٣٤/ ٣٨١٠) و (٦/ ٤٦٥/ ٣٨٦٩)، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ١٦١/ ٣٧٤٢ و ٣٧٤٤)، وفي أحكام القرآن (٢/ ٣٠٧/ ١٧٦٨ و ١٧٧٠)، وأبو بكر الأنباري في الأول من حديثه (ق/ ٧/ ب). [الإتحاف (١/ ٦٣٥/ ٩٥٠)، المسند المصنف (٢/ ٢١٣/ ٧٤٤)].

وهذا حديث صحيح، وحميد قد سمعه من ثابت.

قال الدارقطني في العلل (١٢/ ٥٩/ ٢٤١٣): «يرويه إسماعيل بن جعفر، عن حميد، عن أنس، وخالفه بشر بن المفضل، وهشيم وزهير، فرووه: عن حميد، عن ثابت، عن أنس، وهو الصواب».

قلت: كلاهما صحيح ثابت عن حميد، رواهما عنه ثقات أصحابه، ولم ينفرد بهذا الوجه إسماعيل بن جعفر [وهو: ثقة ثبت، مكثر عن حميد]، بل تابعه عليه: يزيد بن هارون، ويزيد بن زريع، وحماد بن سلمة، وأبو خالد الأحمر.

وقد سمعه حميد من ثابت عن أنس، وقد كان يظن أنه سمعه من أنس، ولذا فقد كان يرويه أحيانا عن أنس مباشرة بدون ذكر ثابت، وهذا لا يضر، وقد كان حميد يفعل هذا كثيرا فيما لم يسمعه من أنس، إذ كان ثبته فيه ثابتا، فكان يسقطه ويحدث به عن أنس مباشرة، وله في الصحيحين شيء كثير من ذلك، وقد احتمله أصحاب الصحاح لما علموا أن ثبته فيما لم يسمعه من أنس هو ثابت، فإذا علمنا الواسطة، وكان ثقة، فلا يضر حينئذ الانقطاع، وقد سبق تقرير هذا المعنى كثيرا، وهو صنيع البخاري ومسلم، والله أعلم.

* بكير بن الأخنس، عن أنس:

هـ - ورواه وكيع بن الجراح [وعنه: أبو بكر ابن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل]، وأبو نعيم الفضل بن دكين، ومحمد ويعلى ابنا عبيد الطنافسي، ومحمد بن بشر العبدي، وأبو أحمد الزبيري [وهم ثقات أثبات]:

عن مسعر، عن بكير بن الأخنس، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول: مر على النبي ﷺ بهدية أو بدنة؛ فقال: «اركبها»، فقال: يا رسول الله إنها هدية أو بدنة، قال: «وإن». لفظ وكيع [عند مسلم، وابن أبي شيبة، وأحمد (٣/ ١٨٣)، زاد في رواية ابن أبي شيبة: «وإن كانت»]، ويعلى [عند أحمد (٣/ ١٦٧)].

ولفظ أبي نعيم [عند أحمد (٣/ ٢٦١)، والحارث بن أبي أسامة]، وأبي نعيم في