• هكذا رواه الجماعة عن شعبة، ومنهم الطيالسي، ورواه الطيالسي أيضا، فقال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عمن سمع أبا هريرة؛ أن النبي ﷺ أتى على رجل يسوق بدنة، فقال: «اركبها»، قال: إنها بدنة، قال: «اركبها»، قال: إنها بدنة، قال: «ويلك»، أو: «ويحك، اركبها».
أخرجه الطيالسي (٤/ ٣٢٣/ ٢٧١٩).
قلت: يحتمل أن يكون عند شعبة بالوجهين، وكذلك عند قتادة، إلا أن الناس أعرضوا عن رواية هذا الوجه لإبهام شيخ قتادة فيه، واكتفوا بحديث قتادة عن أنس، لاسيما وقد صرح فيه قتادة بسماعه إياه من أنس، والله أعلم.
هـ قال الترمذي: «حديث أنس: حديث حسن صحيح، وقد رخص قوم من أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ وغيرهم في ركوب البدنة إذا احتاج إلى ظهرها، وهو قول الشافعي، وأحمد، وإسحاق. وقال بعضهم: لا يركب ما لم يضطر إليها».
هـ ثابت البناني، عن أنس:
ج - ورواه خالد بن الحارث، وأبو خيثمة زهير بن معاوية، وحماد بن مسعدة، وبشر بن المفضل [وهم ثقات حفاظ أثبات]، ومحمد بن إبراهيم بن أبي عدي، ومحمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري [وهما ثقتان]، وخداش بن عياش [مجهول، قال الترمذي: «لا يعرف خداش هذا من هو؟». جامع الترمذي (٢٧٦٦). التهذيب (٤/ ٥٦ - ط دار البر)]:
حدثنا حميد [ابن أبي حميد الطويل]، عن ثابت [البناني]، عن أنس، أن النبي ﷺ رأى رجلا يسوق بدنة، وقد أجهده المشي، قال: «اركبها»، قال: إنها بدنة، قال: «اركبها، وإن كانت بدنة». لفظ خالد بن الحارث [عند النسائي، والبزار (٦٨٣٢)، والسراج (٢٢٩٦)]، وابن أبي عدي [عند أحمد].
ولفظ زهير [عند السراج (٢٢٩٧)، والطحاوي]: أن النبي ﷺ رأى رجلا يسوق بدنة، فكأنه رأى به جهدا، فقال: «اركبها»، فقال: إنها بدنة، قال: «اركبها، وإن كانت بدنة».
ولفظ حماد بن مسعدة [عند البزار (٦٦٥٦)]: أن النبي ﷺ رأي رجلا يسوق بدنة،
قال: «اركبها»، قال: إنها بدنة، قال: «اركبها».
ولفظ الأنصاري [عند أبي نعيم في تاريخ أصبهان]: رأى رسول الله ﷺ رجلا يسوق بدنة، وقد جهده السير، فقال: «اركبها»، قال: إنها بدنة، قال: «وإن كانت بدنة».
أخرجه النسائي في المجتبى (٥/ ١٧٦/ ٢٨٠١)، وفي الكبرى (٤/ ٧٢/ ٣٧٦٩)، وأحمد (٣/ ١٠٦)، ويحيى بن سلام في التفسير (١/ ٣٧٢)، والبزار (١٣/ ١٩٧/ ٦٦٥٦) و (١٣/ ٢٧٦/ ٦٨٣٢)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (٢٢٩٦ و ٢٢٩٧)، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ١٦١/ ٣٧٤٥)، وفي أحكام القرآن