للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ر «وى ذلك: الثوري، وإسحاق بن حازم، والمغيرة بن عبد الرحمن، ونافع بن أبي نعيم، عن أبي الزناد».

قلت: محمد بن عمر الواقدي: متروك، واتهم، يروي أحاديث لا أصل لها [التهذيب (٣/ ٦٥٨)]، فكيف يقبل قوله في إمام الحفاظ المتقنين وكبير المتثبتين؛ إمام دار الهجرة: مالك بن أنس، الذي هو من أروى الناس عن أبي الزناد، وأثبتهم فيه؛ ثم إن مالكا لم يتفرد به عن أبي الزناد على زعمه، بل توبع عليه، ولو تفرد به مالك عن أبي الزناد لقبلنا تفرده؟ ثم إن هذا الكلام قد اشتمل على مغالطة ظاهرة، حيث عد سفيان الثوري والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي فيمن خالف مالكا، والصواب: أنهما ممن تابع مالكا على روايته: عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة [كما سيأتي بيانه].

ثم إن هذا الاعتراض على مالك بكلام الواقدي: ما هو إلا تشغيب معروف من مبتدع مبغض لأهل السنة، لا يقبل قوله فيهم، وهو: أبو القاسم البلخي عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي، إمام المعتزلة في زمانه، قال جعفر المستغفري: «لا أستجيز الرواية عن أمثاله»، وقال الصفدي: «وكان صلحاء أهل بلخ ينالون منه، ويقدحون فيه، ويرمونه بالزندقة»، وقد كان من شأنه التنقص من أئمة الحديث والسنة، ورميهم بالعظائم، والطعن فيهم بالتشغيب، وهذا شأن كتابه: قبول الأخبار ومعرفة الرجال، وكلامه فيه يدل على جهله، حتى قال فيه ابن حجر في اللسان: «واشتمل كتابه في المحدثين على الغض من أكابرهم، وتتبع مثالبهم، سواء كان ذلك عن صحة أم لا، وسواء كان ذلك قادحا أم غير قادح، … ، وحسبك ممن يذكر شعبة فيمن يعد كثير الخطأ، وعقد بابا أورد فيه مما يروونه مما ليس له معنى بزعمه، وبابا فيما يروونه متناقضا؛ لسوء فهمه»، قلت: وقد أكثر النقل في هذا الموضع من كتابه عن الواقدي في تخطئة مالك والحط عليه. [تاريخ بغداد (١١/٢٥). تاريخ الإسلام (٧/ ٣٥٥). السير (١٤/ ٣١٣) و (١٥/ ٢٥٥). الوافي بالوفيات (٤/ ٤٢٩). (١٧/١٧) اللسان].

هـ قال الدارقطني في العلل (١٠/ ٢٩٧/ ٢٠١٨): «يرويه أبو الزناد، واختلف عنه:

فرواه مالك بن أنس، وموسى بن عقبة، وعبد الرحمن بن إسحاق وهو عباد، وأبو أيوب الإفريقي: عن أبي الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة.

وخالفهم ابن عيينة؛ فرواه عن أبي الزناد، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي هريرة. ويشبه أن يكون القولان محفوظين عن أبي الزناد.

وزعم الواقدي أن مالكا وهم في إسناد هذا الحديث؛ فرواه عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وقد تابعه جماعة ثقات، منهم موسى بن عقبة، ومن ذكرنا معه». وقال الدارقطني في الأحاديث التي خولف فيها مالك (٥٩): «روى مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله مر برجل يسوق بدنة، قال: اركبها»، قال: إنها بدنة، قال: «اركبها ويلك».

<<  <  ج: ص:  >  >>