والناس إلى اليوم، فَرَدُّ السنن بهذا الخيال البارد الفاسد من أبطل الباطل، والحفظ يخون، والكتاب لا يخون».
وقال بعد ذلك بصفحتين (٢/ ١٢٧) في صحيفة سليمان بن قيس اليشكري: «وغاية هذا أن يكون كتاباً، والأخذ عن الكتب حجة».
والحاصل: فإن حديث سليمان بن قيس عن جابر: حديث صحيح، والله أعلم.
وأما قول البوصيري في إتحاف الخيرة (٥/ ٣١٨): «هذا إسناد ضعيف، سليمان بن قيس لم يسمع من جابر، ولا أبو بشر من سليمان»، فلم يعمل شيئاً، وتقدم بيان الصواب.
د - طريق أبي سفيان طلحة بن نافع، عن جابر:
• رواه أبو معاوية محمد بن خازم، وأبو عوانة [وعنه: يحيى بن حماد ختن أبي عوانة]، وزائدة بن قدامة، وجرير بن عبد الحميد، ومحمد بن عبيد الطنافسي، وعيسى بن يونس السبيعي، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري، وعلي بن مسهر، ومحمد بن فضيل الضبي [وهم ثقات]، وعبد الله بن الأجلح [صدوق]، ومحمد بن إسحاق [صدوق]: عن سليمان [الأعمش]، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: نحر رسول الله ﷺ عام الحديبية سبعين بدنة، البدنة عن سبعة، وكنا يومئذ ألفاً وأربعمائة، ومن لم يضح يومئذ أكثر مما ضحى. لفظ ابن عبيد [عند ابن سعد، والسراج (١٧٤٦)].
ولفظ أبي معاوية [عند أحمد]: ساق رسول الله ﷺ عام الحديبية سبعين بدنة. قال: فنحر البدنة عن سبعة.
ولفظ أبي معاوية [عند السراج (١٧٤٢)]، وأبي عوانة [عند السراج (١٧٤٨)، والطحاوي]: نحرنا مع رسول الله ﷺ يوم الحديبية سبعين بدنة، البدنة عن سبعة.
ولفظ زائدة [عند السراج (١٧٤٧)]: لما كان يوم الحديبية نحرنا سبعين بدنة، كل بدنة عن سبعة، وأكثرنا لم يضح، ونحن ألف وأربعمائة.
ولفظ جرير [عند السراج (١٧٤٣)]: نحرنا يوم الحديبية سبعين بدنة، كل بدنة عن سبعة، وكان الناس يومئذ ألفاً وأربعمائة، وأكثرنا لم يذبح.
ولفظ ابن فضيل [عند السراج (١٧٤٥)]: لما كان يوم الحديبية نحرنا سبعين بدنة، كل بدنة عن سبعة، وأكثرنا لم يذبح.
ولفظ عبد الله بن الأجلح [عند أبي سعيد الأشج]: نحر عنا رسول الله ﷺ يوم الحديبية عن كل سبعة بدنة، وأكثرنا لم ينحر.
ولفظ عيسى بن يونس [عند البيهقي]: نحرنا عام الحديبية سبعين بدنة، البدنة عن سبعة. فقلنا لجابر: كم كنتم يومئذ؟ قال: ألفا وأربعمائة بخيلنا ورجالنا.
ورواه بعضهم مختصراً بعدة أهل الحديبية، مثل: أبي إسحاق الفزاري، وابن مسهر، وابن إسحاق، وقد صرح بسماعه من الأعمش [عند ابن خزيمة].
أخرجه ابن خزيمة (٤/ ٢٩٠/ ٢٩٠٦)، وأحمد (٣/ ٣١٦)، وأبو إسحاق الفزاري في