أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (٤/ ١٧٨/ ٦٢٣٢)، قال: حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان به. [الإتحاف (١٦/ ٤٢٦/ ٢٠٩٤١)].
قلت: هكذا رواه مؤمل عن الثوري، وانفرد به، وقد روى جمع من ثقات أصحاب الثوري، والمقدمين فيه؛ لاسيما وفيهم عبد الرحمن بن مهدي، وهو: ثقة ثبت، حافظ إمام، من أثبت الناس في الثوري، وأعلمهم بحديثه، رووا:
عن الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: نحرنا يوم الحديبية سبعين بدنة، البدنة عن سبعة، فقال رسول الله ﷺ:«يشترك النفر في الهدي».
ومؤمل بن إسماعيل: صدوق، كثير الغلط، كان سيئ الحفظ؛ فإن كان حفظه مؤمل عن الثوري، لكون ذلك محفوظاً عن عدد من الصحابة، أنهم قالوا: البدنة عن سبعة؛ فهو أثر يمكن احتماله في جملة ما ثبت عن الصحابة في ذلك.
وإلا فالوهم فيه من مؤمل، أو من شيخ الطحاوي: أبي بكرة بكار بن قتيبة الثقفي البكراوي البصري، قاضي مصر ومحدثها، وهو: صدوق، مصنف، وثقه مسلمة بن قاسم، وذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه: أبو عوانة وأكثر عنه في صحيحه، وكذلك روى عنه جماعة من الأئمة والمصنفين، منهم ابن خزيمة وابن المنذر والطحاوي وأكثر عنه جداً، وله مناقب كثيرة [أخبار القضاة (٣/ ٢٤١). الثقات (٨/ ١٥٢). فتح الباب (١٢٠٨). تاريخ دمشق (١٠/ ٣٦٨). الأنساب (١/ ٣٨٤). السير (١٢/ ٥٩٩). تاريخ الإسلام (٢٠/ ٧٠). رفع الإصر (٩٨). مغاني الأخيار (١/ ٨٧). الثقات لابن قطلوبغا (٣/ ٦٨)].
• قال ابن عبد الحكم في المختصر الصغير (١٨٦): «ولا يشترك القوم في الأضحية يخرجون الثمن ويقسمون اللحم. قال أبو حنيفة: يشترك في الإبل والبقر، ولا يشترك في الغنم. قال الأوزاعي والشافعي مثل قول أبي حنيفة. قال سفيان الثوري: الإبل والبقر يجزي كل واحد منهما عن سبعة من المضحين، وعن سبعة من المتمتعين، ولا تجزي الشاة إلا عن إنسان واحد. قال أحمد بن حنبل: تجزي البدنة والبقرة عن سبعة. قال إسحاق: أن تجزي البدنة عن عشرة أجزأه».
ب - طريق قتادة عن جابر:
• رواه عبد الوهاب بن عطاء، قال: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن جابر بن عبد الله، قال: نحر أصحاب النبي ﷺ يوم الحديبية سبعين بدنة، عن سبعة سبعة. أخرجه ابن سعد في الطبقات (٢/ ١٠٣).
قلت: عبد الوهاب بن عطاء الخفاف: صدوق، كان عالماً بسعيد بن أبي عروبة؛ إلا أنه سمع منه قبل الاختلاط وبعده، فلم يميز بين هذا وهذا.
• ورواه محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك؛ أنهم نحروا يوم الحديبية سبعين بدنة، عن كل سبعة بدنة.
أخرجه ابن سعد في الطبقات (٢/ ١٠٣). وابن حزم في المحلى (٥/ ١٥٤).