وحديث سلمة بن الأكوع قوة، وتزداد النفس اطمئناناً إلى ثبوته؛ إلا أن هذه الواقعة كانت في الحديبية، والله أعلم.
قال ابن العربي في المسالك شرح الموطأ (٤/ ٤٢٠ - ٤٢١): «والحديث مرسل، وهو مسند من طرق صحاح … ».
• وقد وهم بعضهم في هذا الإسناد وهماً قبيحاً:
فقد رواه أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي [ثقة مكثر مشهور. سؤالات السلمي (٢). سؤالات السجزي (١٣٤). الإرشاد (٢/ ٦٠٩). تاريخ بغداد (٥/ ١٣١ - ط الغرب). الأنساب (٣/ ٥٦٦). تاريخ الإسلام (٢٣/ ١٧٦). السير (١٤/ ١٥٢). اللسان (١/ ٤٢٩). الثقات لابن قطلوبغا (١/ ٣١٠)]، ويعقوب بن يوسف بن الأخرم [ثقة. سنن البيهقي (٥/ ٢٣٠). تاريخ بغداد (٥/ ١٣٤). السير (١٥/ ٤٧٠). تاريخ الإسلام (٦/ ٨٥٥)]، ومحمد بن عبدة بن حرب العباداني القاضي [متروك، متهم]، قال ابن عدي:«كان يحدث من كتب الناس عن قوم لم يرهم، … ، ورأيت أنا كتبه التي يحدث منها محكوكة الظهر، … ، والضعف على حديثه بين»، وكذبه في دعواه إدراك جماعة لم يرهم [الكامل (٧/ ٥٦٤). اللسان (٧/ ٣٢٦)]:
عن سويد بن سعيد، عن مالك، عن الزهري، عن أنس بن مالك، عن أبي بكر ﵁: أن النبي ﷺ أهدى جملاً لأبي جهل.
أخرجه الإسماعيلي في معجم شيوخه (١/ ٣١٢)، وحمزة السهمي في تاريخ جرجان (١١٤ و ٤٣٠ - ٤٣١)، والبيهقي (٥/ ٢٣٠)، والخطيب في تاريخ بغداد (٥/ ١٣٢ و ١٣٣ و ١٣٤ - ط الغرب)، وأبو طاهر السلفي في الثاني والعشرين من المشيخة البغدادية (٣٩).
وهذا حديث باطل بهذا الإسناد، وهم فيه سويد بن سعيد، والمعروف: ما رواه أصحاب الموطات عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر مرسلاً، وسويد بن سعيد الحدثاني: صدوق في نفسه؛ إلا أنه تغير بعدما عمي، وصار يتلقن، فضعف بسبب ذلك، والله أعلم. قال الدارقطني في العلل (١/٣٠/٢٢٦): «رواه أبو عبد الله الصوفي، عن سويد بن سعيد، عن مالك، عن الزهري، عن أنس، عن أبي بكر، ووهم فيه وهماً قبيحاً، والصواب: عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر مرسلاً، عن النبي ﷺ، والوهم فيه من الصوفي».
فتعقبه الخطيب في التاريخ (٥/ ١٣٤)، فقال:«ليس الوهم من الصوفي، لأنه قد توبع عليه، وإنما الوهم من سويد».
وقال السهمي في تاريخ جرجان (٤٣٠): «وقد أنكروا على أبي أحمد الغطريفي ﵀، حيث روى حديث: مالك، عن الزهري، عن أنس بن مالك، عن أبي بكر؛ أن النبي ﷺ أهدى جملاً لأبي جهل، وكان يذكر أن ابن صاعد وابن مظاهر أفاداه عن الصوفي هذا الحديث، ولا يبعد أن يكون قد سمع إلا أنه لم يخرج أصله، وقد حدث