وإنما روى الأثبات من أصحاب الأعمش والمقدمون فيه هذا الحديث عن: الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن الأسود، عن عائشة.
قال الدارقطني في العلل (١٥/ ٧٧/ ٣٨٤٨): «والصحيح عن إبراهيم: قول من قال: عن الأسود، عن عائشة».
تنبيه: روى مجاشع بن عمرو: نا أبو معاوية [محمد بن خازم]، ومحمد بن جابر، وأبو خيثمة [زهير بن معاوية]، وأبو عوانة [الوضاح بن عبد الله اليشكري]، وأبو بكر بن عياش، وابن المبارك، وأبو الأحوص [سلام بن سليم]:
كلهم عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: كان النبي ﷺ يعرف بريح الطيب.
أخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي (٢/ ٧٢/ ٢٣٩).
قلت: مجاشع بن عمرو: قال ابن معين: «قد رأيته، أحد الكذابين»، وقال ابن حبان: «كان ممن يضع الحديث على الثقات، ويروي الموضوعات عن أقوام ثقات» [اللسان (٦/ ٤٦١)، تاريخ الإسلام (١١/ ٣٣٥)، ضعفاء العقيلي (٤/ ٢٦٤)، الجرح والتعديل (٨/ ٣٩٠)، المجروحين (٣/١٨)، الكامل (٦/ ٤٥٨)].
ولا يحتمل من مثله جمع هؤلاء الثقات مقرونين في إسناد واحد عن الأعمش، وهو معروف بالوضع.
قلت: وهو حديث آخر غير حديث الباب:
• فقد رواه سفيان الثوري، ووكيع بن الجراح، ومحمد بن عبيد الطنافسي، وعبيد الله بن موسى العبسي [وهم ثقات]، وعبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني [صدوق]، وشريك بن عبد الله النخعي [صدوق، سيئ الحفظ]:
عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: كان رسول الله ﷺ يعرف بريح الطيب [إذا أقبل].
أخرجه أبو داود في المراسيل (٤٤٥)، والدارمي (٧١ - ط البشائر)، وابن سعد في الطبقات (١/ ٣٩٩)، وابن أبي شيبة في المصنف (٥/ ٣٠٤/ ٢٦٣٣٢)، وفي الأدب (٩٥)، وعباس الدوري في زياداته على تاريخ ابن معين (٣/ ٩١/ ٣٨١). [التحفة (١٨٤١٣)].
وهذا معضل؛ فإن إبراهيم بن يزيد النخعي عامة مروياته عن التابعين.
٤ - ورواه أبو إسحاق السبيعي [وعنه: إسرائيل بن يونس، ويوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي، وسفيان الثوري، ولا يثبت عنه]، ومالك بن مغول [ثقة ثبت]، وأبو بكر النهشلي [كوفي، ثقة]، وحنش بن الحارث النخعي [كوفي، ثقة] [وعنه: خلاد بن يحيى السلمي، وأشعث بن شعبة المصيصي، وعبد الصمد بن النعمان البغدادي، وهم: من أهل الصدق، لا بأس بهم]، وأنس بن مالك الكوفي [يقال له: أنس بن أبي القاسم، وهو: مجهول، وحديثه صحيح. سؤالات ابن الجنيد لابن معين (١١٤)، الجرح والتعديل (٢/ ٢٨٧)، الثقات (٦/ ٧٥)، اللسان (٢/ ٢٢٤)]:
عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كنت أطيب رسول الله ﷺ