للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أخبروا عنها؛ أنها طيبت رسول الله حين أحرم؛ قبل أن يحرم، وظاهر روايتهم يدل على عدم وجود فاصل زمني بين التطييب والإحرام، والله أعلم.

وقد ذهب فيه ابن حزم لمعنى آخر، حيث قال في حجة الوداع (٢٣٦): «وقد ذكرنا في باب طيبه لإحرامه من كتابنا هذا رواية الأسود ومسروق كلاهما عن عائشة : أنها رأت ذلك الطيب في مفارقه باقياً وهو محرم، قال الأسود: بعد ثلاث، يعني: ليالي، فصح يقيناً لا شك فيه أن الطيب الذي ذكر إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن عائشة هو غير الطيب الذي ذكر عروة والقاسم وعمرة وسالم ومسروق والأسود كلهم عن عائشة؛ لأن الذي ذكر محمد بن المنتشر عنها كان بين ذلك الطيب وبين إحرامه ليلة تطواف على النساء واغتسال، والطيب الذي ذكر هؤلاء كلهم عن عائشة كان حين الإحرام، وبقي بعد الإحرام مدة طويلة لم يغسل، ولو غسل لما بقي بلا شك؛ فصح أن ذلك معنيان مختلفان، وتألفت الأحاديث كلها، وبطل تمويه من لم يراقب الله ﷿ فيما يتكلم به ناصراً لتقليده، وثبت أن حديث ابن المنتشر غير معارض ولا مفسد لأحاديث من ذكرنا بلا شك. ثم نقول: لو جاء حديث محمد بن المنتشر عن عائشة مخالفاً لحديث عروة وعمرة والقاسم وسالم ومسروق والأسود عن عائشة لكان لا شك عند كل ذي بصر بالرجال والأخبار في أن كل واحد من هؤلاء لو انفرد وحده أوثق وأعلم وأفضل وأضبط وأخص بعائشة من محمد بن المنتشر بها، فكيف بهم كلهم إذا اتفقوا؟ فكيف يحل لمن يعلم أن كلامه من عمله أن يعارض هؤلاء كلهم بمحمد بن المنتشر، وهو أيضاً مع ذلك غير معارض لما روى هؤلاء، وبالله تعالى نعوذ من الخذلان لا سيما الأسود، فإنه كان من الاختصاص بعائشة بحيث كان عبد الله بن الزبير وهو ابن أختها يسأله عن أخبارها».

٨ - وروى ابن أبي فديك: أخبرنا الضحاك، عن أبي الرجال [محمد بن عبد الرحمن]، عن أمه [عمرة]، عن عائشة ، أنها قالت: طيبت رسول الله لحرمه حين أحرم، ولحله قبل أن يفيض، بأطيب ما وجدت.

أخرجه مسلم (٣٨/ ١١٨٩)، وأبو عوانة (٩/٤٠/٣٥٤٠)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/٢٧٦/٢٧٢١)، وابن حزم في حجة الوداع (٢٢٦)، والبيهقي (٥/ ١٣٦). [التحفة (١١/ ٨٦١/ ١٧٩١٨)، الإتحاف (١٧/ ٧٤٤/ ٢٣١٥٩)، المسند المصنف (٣٠/٣٨/١٨١٢٧)].

رواه عن ابن أبي فديك: محمد بن رافع [ثقة مأمون]، وإبراهيم بن المنذر الحزامي المدني [صدوق].

• خالفهما فوهم في إسناده:

يحيى بن المغيرة المخزومي [صدوق، يُغرب]: نا ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن أبي الزناد، عن أبيه، عن عائشة قالت: طيبت رسول الله لحرمه حين أحرم، ولحله قبل أن يفيض، بأطيب ما وجدت.

<<  <  ج: ص:  >  >>