للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ورواه عنه: علي بن العزيز البغوي، فقال: عن أسماء، بغير شك أيضاً، وكأن هذه الرواية وقع فيها الجمع بين الروايتين السابقتين؛ فالله أعلم.

قلت: قد رواه عن مالك بالوجهين ثقات أصحابه، ورواة الموطأ، وكان مالك نفسه ممن يتسهل في مثل ذلك؛ حيث إن الإرسال في هذا الحديث بين لا يخفى.

قال ابن عبد البر في التمهيد (١٢/ ٣١٥): «هكذا هذا الحديث في الموطأ مرسلاً عند جماعة الرواة عن مالك، لم يختلفوا فيه فيما علمت إلا أن بعض رواة الموطأ يقول فيه: عن مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه؛ أن أسماء، منهم: أبو مصعب، وابن بكير، وابن مهدي، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وبعضهم يقول فيه: عن أسماء؛ أنها ولدت والقاسم: لم يلق أسماء بنت عميس، فهو مرسل في رواية مالك، وقد أسنده وجوده سليمان بن بلال».

وقد نقله عن ابن عبد البر السيوطي في تنوير الحوالك (١/ ٢٥٣)؛ لكنه قال: «عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن أسماء بنت عميس؛ قال ابن عبد البر: هكذا قال يحيى، وابن وهب، ومعن، وابن القاسم، وقتيبة بن سعيد، وغيرهم، وقال القعنبي، وابن بكير، وابن مهدي، ويحيى بن يحيى النيسابوري: عن أبيه أن أسماء» [كذا نقله السيوطي].

وقال ابن عبد البر في الاستذكار (٤/٣): «حديث عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن أسماء مرسل؛ لأنه لم يسمع القاسم من أسماء بنت عميس».

وقال أيضاً في التمهيد (١٢/ ٣١٧): «ولهذا الاختلاف في إسناد هذا الحديث أرسله مالك، والله أعلم، فكثيراً ما كان يصنع ذلك».

وقال أبو العباس الداني في الإيماء إلى أطراف الموطأ (٤/ ٢٤٣): «هكذا قال فيه يحيى بن يحيى، وجماعة من رواة الموطأ: عن أسماء. وقال فيه القعنبي في آخرين: أن أسماء.

وأسماء هذه هي جدة القاسم، وهذا الحديث في الموطأ مرسل أو مقطوع، وقد رواه عبيد الله بن عمر، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، خرجه مسلم.

وروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم بن محمد، عن أبيه محمد عن أبي بكر الصديق، خرجه النسائي، وذكره الدارقطني.

ويحتمل حديث الموطأ على رواية أسماء أن ينسب إلى أبي بكر، فإنه المبلغ لها كما أمر، وفي الموطأ عن سعيد بن المسيب أن أبا بكر أمرها بذلك».

وقال البيهقي: «ورواه عبيد الله بن عمر، عن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عائشة، موصولاً، ومن ذلك الوجه أخرجه مسلم».

وقال ابن الملقن في البدر المنير (٦/ ١٣١): «وهو مرسل كما صرح به البيهقي؛ فلأن القاسم هذا هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق، ولم يلق أسماء، كما نبه عليه النووي في شرح المهذب، وإنما رواه عن عائشة كما سيأتي».

<<  <  ج: ص:  >  >>