كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٥ - كتاب المناسك - ٩ - باب في المواقيت - ج: 23 - ص: 479

وهذا إسناد غريب، تفرد به عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وعن إسماعيل بن أمية، وعن ابن جريج؛ دون بقية أصحابهم على كثرتهم: يحيى بن أيوب الغافقي المصري، وهو: صدوق سيئ الحفظ، يخطئ كثيراً، له غرائب ومناكير يتجنبها أرباب الصحاح، وينتقون من حديثه ما أصاب فيه [وقد سبق ذكره مراراً في فضل الرحيم، انظر على سبيل المثال: الحديث رقم (١٥٨ و ٧١٨ و ١٣٣٣)، وما تحت الحديث رقم (٢٢٨ و ٣٣٥)، وانظر هناك ترجمته موسعة].

ولم يروه عنه سوى عبد الله بن صالح كاتب الليث، وهو: صدوق، كان كثير الغلط، وكانت فيه غفلة، وقد ابتلي بخالد بن نجيح، قال فيه أبو حاتم: «كان يصحب عثمان بن صالح المصري وأبا صالح كاتب الليث وابن أبي مريم»، وقال: «هو كذاب، كان يفتعل الأحاديث، ويضعها في كتب ابن أبي مريم وأبي صالح، وهذه الأحاديث التي أنكرت على أبي صالح يتوهم أنه من فعله» [سؤالات البرذعي (٢/ ٤٤٧)، الجرح والتعديل (٣/ ٣٥٥) و (٥/ ٨٧)، تاريخ الإسلام (٥/ ٦٦ - ط الغرب)، اللسان (٣/ ٣٤٢)]، والله أعلم.

قال الدارقطني: «وكذلك رواه عبيد الله بن عمر، ومالك بن أنس، وسفيان الثوري، وغيرهم، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس».

• ورواه محمد بن يونس أبو عبد الله: نا حماد بن خالد [الخياط: ثقة]، عن عبد الله بن عمر العمري [ليس بالقوي]، عن أيوب السختياني، عن عكرمة بن خالد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: من ترك من نسكه شيئاً فليهرق دماً.

أخرجه الدارقطني (٣/ ٢٧٠/ ٢٥٣٦). [الإتحاف (٧/ ١٤٤/ ٧٤٨٧)].

ولا يثبت هذا، تفرد به عن حماد بن خالد الخياط: محمد بن يونس أبو عبد الله، ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد (٤/ ٧٠٢)، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، قال: «محمد بن يونس بن المبارك أبو عبد الله يعرف بالتركي؛ حدث عن يحيى بن هاشم السمسار، وعن عاصم بن علي، وأحمد بن عبد الله بن يونس، ويحيى بن عبد الحميد الحماني، وهدبة بن خالد، وشيبان بن فروخ»، قلت: وهم من طبقة حماد بن خالد، وليس هو بالكديمي؛ فإنه يكنى أبا العباس، ولم أجد له رواية عن حماد بن خالد.

قال أبو بكر الغساني في تخريج الأحاديث الضعاف (٢٦٢): «لا يثبت فيه عكرمة بن خالد».

• قلت: والمعروف في هذا: ما رواه ابن وهب: أخبرني عبد الله بن عمر، ومالك بن أنس، وغيرهما؛ أن أيوب بن أبي تميمة أخبرهم عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس؛ أنه قال: من نسي من نسكه شيئاً أو تركه؛ فليهرق دماً. وتقدم.

• وروى الخصيب بن ناصح، قال: ثنا وهيب، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، مثله. يعني: مثل حديث إبراهيم بن المهاجر من قدَّم شيئاً من حجه أو أخره، فليهرق لذلك دماً.