والروايات السابقة عن يحيى بن سعيد القطان: إنما هي عن إبراهيم بن عقبة مُرْسَلاً، أو عن محمد بن عقبة موصولاً، هكذا رواه من أصحاب القطان: علي بن المديني، ومسدد بن مسرهد، وبندار محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، وهم: ثقات أثبات.
قال ابن عبد البر في التمهيد (١/ ٢٦٦) - ط (الفرقان) بعد ذكر الاختلاف على سفيان الثوري: «ومن وصل هذا الحديث وأسنده: فقوله أولى، والحديث صحيح مسند ثابت الاتصال، لا يضره تقصير من قصر به، لأن الذين أسندوه حفاظ ثقات».
قلت: وحاصل ما تقدم:
أن الوصل محفوظ من حديث: إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ؛ هكذا رواه عنه جمع من الثقات الحفاظ.
وتابعه: أخوه محمد بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ. هكذا رواه عنه: سفيان الثوري، في المحفوظ عنه.
• ورواه زهير بن معاوية [كوفي، ثقة ثبت] [وعنه: علي بن الجعد، وهو: بغدادي، ثقة ثبت]، عن إبراهيم بن عقبة عن كريب؛ أن رسول الله ﷺ كان يسير في وادي الروحاء، فانتهى إلى رفقة أو قوم في آخر القوم، فقال: من القوم؟ قالوا: المسلمون، قالوا: من أنت؟ قال: «رسول الله، فقالت امرأة وهي في مِحَفّها، وأخذت صبياً بعضده، أو رفعت صبياً بعضده: يا رسول الله، ألهذا حج؟ قال: نعم، ولك أجر». أو قال: «لك حج، وله أجر». هكذا قال إبراهيم، فلا أدري الشك منه أو من كريب.
أخرجه ابن أبي الدنيا في النفقة على العيال (٦٤٦).
وعلقه البخاري في التاريخ الكبير (١/ ١٩٨)، من طريق زهير بن معاوية عن إبراهيم بن عقبة عن كريب مُرْسَلاً.
قلت: قصر به زهير، والوصل محفوظ عن إبراهيم، فقد وصله عنه: سفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، ومعمر بن راشد، ومحمد بن إسحاق، ورواه مالك بن أنس، وسفيان الثوري عن إبراهيم مرسلاً وموصولاً.
• ورواه أيضاً حماد بن سلمة مرسلاً:
رواه حجاج بن منهال [ثقة، مكثر عن حماد بن سلمة]، قال: حدثنا حماد بن سلمة [بصري، ثقة]، قال: حدثنا إبراهيم بن عقبة عن كريب بن أبي مسلم، عن رسول الله ﷺ، مثله، بغير ذكر منه ابن عباس فيه.
أخرجه الطحاوي في المشكل (٦/ ٣٩٥/ ٢٥٦٤).
قلت: قصر به حماد، والوصل محفوظ عن إبراهيم.
• ورواه محمود بن محمد الواسطي [ثقة؛ إلا أنه خلط في آخر عمره، وقيل: إنه اعتل قبل موته ومنع الناس من الدخول إليه. معجم أبي بكر الإسماعيلي (٣/ ٧٨٣/ ٣٩٢)،