للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عن كريب، عن ابن عباس ، قال: بينا رسول الله يسير بطريق مكة كلمته امرأة من محفة لها، وأخذت بعضد صبي فرفعته فقالت: ألهذا حج يا رسول الله؟ قال: «له حج، ولك أجر».

أخرجه الطبراني في الكبير (١١/٤١٤/١٢١٧٧)، والبيهقي (٥/ ١٥٥).

قلت: هذا إسناد جيد، وهو حديث صحيح، إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة المدني: ثقة مشهور، روى له البخاري.

ويعقوب بن إسحاق بن أبي عباد المكي نزيل القلزم: لا بأس به، وثقه ابن يونس، قال أبو حاتم: «كان يسكن قلزم قدمت قلزم وهو غائب فلم أكتب عنه، ومحله الصدق، لا بأس به»، وذكره ابن يونس في العلماء الذين قدموا مصر، وقال: «بصري، كان قد أقام بمكة، وقدم إلى مصر، وكان بالقلزم، وحدث، وكان ثقة، وبالقلزم كانت وفاته سنة عشرين ومائتين»، وذكره ابن حبان في الثقات [الجرح والتعديل (٩/ ٢٠٣)، الثقات (٩/ ٢٨٥)، تاريخ الإسلام (٥/ ٤٨٤ - ط الغرب)، مغاني الأخيار (٣/ ٢٥٣)].

• قال ابن عبد البر في التمهيد (١/ ٢٦٥ - ط الفرقان): «وقد روى هذا الحديث عن إبراهيم بن عقبة جماعة من الأئمة الحفاظ، فأكثرهم رواه مسندا، وممن رواه مسندا: معمر، ومحمد بن إسحاق، وسفيان بن عيينة، وموسى بن عقبة».

قلت: قد رواه عن إبراهيم بن عقبة مسندا: مالك بن أنس إمام دار الهجرة، وسفيان بن عيينة وبه اشتهر، وعبد الله بن المبارك، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون المدني، وابنه إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة المدني، ومعمر بن راشد، ومحمد بن إسحاق المدني.

فهؤلاء سبعة من الثقات، بعضهم مدنيون، وأهل بلد الرجل أعلم بحديثه من الغرباء، وفيهم أئمة حفاظ نقاد فقهاء، إليهم المرجع وعليهم المعول في ترجيح الروايات عند الاختلاف، وفيهم أهل بيت الرجل، وهم أعلم بحديثه من الغرباء، وفيهم ابن إسحاق إمام أهل السير، وهذا الحديث من اختصاصه، حيث اشتمل على قصة في سيرة الحج، ومثل هذا يضبطه ابن إسحاق.

فلا يضره بعد ذلك تقصير من قصر بإسناده فأرسله، فهو حديث صحيح محفوظ، متصل الإسناد برواية الثقات الضابطين.

- وهذا الحديث قد رواه سفيان الثوري، واختلف عليه في وصله وإرساله:

أـ فرواه أبو نعيم الفضل بن دكين [ثقة ثبت، من أثبت أصحاب الثوري]، وأبو أحمد الزبيري [محمد بن عبد الله بن الزبير] [ثقة ثبت، قد يخطئ في حديث الثوري]:

ثنا سفيان، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس؛ أن امرأة رفعت صبيا لها إلى النبي ، فقالت: يا رسول الله! ألهذا حج؟ قال: «نعم، ولك أجر».

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (١/ ١٩٨) (٥٣٦/ ٦١٢ - ط الناشر المتميز)،

<<  <  ج: ص:  >  >>