وزاد مسلم عن ليث عن سعيد مثله، فقال: وقد رواه مالك، ويحيى بن أبي كثير، وسهيل، عن سعيد عن أبي هريرة».
قلت: القائل: «وقد رواه مالك، ويحيى بن أبي كثير، وسهيل، عن سعيد عن أبي هريرة»، يحتمل أن يكون الدارقطني؛ كما أشار إلى ذلك أبو علي الجياني، وعنه: القاضي عياض في الإكمال (٤/ ٤٤٩)، ويحتمل أن الدارقطني كان يحكي كلام البخاري في صحيحه (١٠١٨)، والله أعلم.
وقد سبق التنبيه على أن يحيى بن أبي كثير قد رواه بالزيادة، مثل رواية الليث بن سعد، وابن أبي ذئب.
قلت: هذا الحديث قد سمعه سعيد المقبري من أبي هريرة؛ فحدث به مالكا وسهيلا وابن عجلان [في رواية عنه]، وسمعه من أبيه عن أبي هريرة؛ فحدث به جماعة، مثل: الليث بن سعد، وابن أبي ذئب، ويحيى بن أبي كثير، وابن عجلان [في رواية عنه]، والله أعلم.
• فلا يعترض على الشيخين لإخراجهما حديث من زاد في الإسناد رجلا؛ فمن رواه عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة: فحديثه محفوظ.
ومن رواه عن سعيد عن أبي هريرة: فحديثه أيضا محفوظ.
كان سعيد يحدث به بالوجهين، حيث رواه عنه بإسقاط الواسطة: جماعة من ثقات المدنيين [مالك، وسهيل بن أبي صالح، وابن عجلان].
ورواه عنه بإثبات الواسطة: مدنيان وجماعة من الغرباء، وفيهم أثبت الناس في سعيد المقبري [الليث بن سعد، وابن أبي ذئب، ويحيى بن أبي كثير، وابن عجلان، وأبو سعيد الجزري سابق بن عبد الله الرقي].
• قال ابن حبان بعدما أخرج الحديث من طريق مالك وابن أبي ذئب (٢٧٢٦): «سمع هذا الخبر سعيد المقبري عن أبي هريرة، وسمعه من أبيه عن أبي هريرة، فالطريقان جميعا محفوظان».
وقال ابن حجر في هدي الساري (٣٥٤): «قلت: لم يهمل البخاري حكاية هذا الاختلاف، بل ذكره عقب حديث ابن أبي ذئب، والجواب عن هذا الاختلاف كالجواب في الحديث الثاني؛ فإن سعيدا المقبري سمع من أبيه عن أبي هريرة، وسمع من أبي هريرة؛ فلا يكون هذا الاختلاف قادحا».
• قال الدارقطني في العلل (١٠/ ٣٣٤/ ٢٠٤٢) (٥/ ٢٢٢/ ٢٠٤٢ - ط الريان): «وأما مالك: فرواه أصحاب الموطأ عنه عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. منهم: القعنبي، وابن وهب، وأبو مصعب، والشافعي، ومعن، وابن مهدي.
وخالفهم: عبد الله بن نافع الصائغ، وبشر بن عمر الزهراني، وإسحاق الفروي. رووه: عن مالك، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة.
