للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

الحراني، والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، والوليد بن مسلم، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري الإسكندراني، وغيرهم.

* وقد روي عن أبي هريرة مرفوعا في اللقطة بلغة فقيه حنفي:

رواه خالد بن يوسف السمتي نا أبي: نا زياد بن سعد [ثقة ثبت]، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ، وسئل عن اللقطة، فقال: «لا تحل اللقطة، من التقط شيئا فليعرفه سنة، فإن جاءه صاحبها فليردها إليه، وإن لم يأت صاحبها فليتصدق بها، وإن جاءه فليخيره بين الأجر، وبين الذي له».

أخرجه البزار في مسنده (٣/ ٤٦٦ - نصب الراية)، والطبراني في الأوسط (٢/ ٣٥٣) (٢٢٠٨)، وفي الصغير (٧٢)، وأبو بكر الجصاص في شرح مختصر الطحاوي (٤/ ٥٥)، والدارقطني (٥/ ٣٢٢/ ٤٣٨٩)، والبيهقي في الخلافيات (٣/ ٤٦٧ - مختصر الخلافيات). [الإتحاف (١٤/ ٦٢١/ ١٨٣٦٢)].

قال الطبراني في الصغير: «لم يروه عن زياد بن سعد إلا يوسف بن خالد، تفرد به: ابنه عنه». وقال في الأوسط: «لم يروه عن زياد بن سعد إلا السمتي، ولم يروه عن سمي إلا زياد بن سعد».

وقال ابن حزم في المحلى (٧/ ١٢٢): «وهذا لا شيء؛ لأن يوسف بن خالد وأباه [كذا، صوابه: ابنه]: مجهولان، ثم لو صح لم يكن لهم فيه حجة، لأن قول: لا تحل اللقطة حق، ولا تحل قبل التعريف، وأمره بالصدقة بها مضموم إلى أمره باستنفاقها وبكونها من جملة ماله، إذ لو صح هذا لكان بعض أمره أولى بالطاعة من بعض، ولا يحل مخالفة شيء من أوامره لآخر منها، بل كلها حق واجب استعماله، ونحن لم نمنع واجدها من الصدقة بها إن أراد فيحتج علينا بهذا؟ فبطل تعلقهم بهذا الخبر لو صح، فكيف وهو لا يصح؟».

قلت: هذا حديث باطل موضوع؛ وهذا الإسناد من لدن سمي فمن فوقه على شرط الشيخين، أخرجا به أحاديث كثيرة [التحفة (١٢٥٥٦ - ١٢٥٨٤) وقد تفرد به عن زياد بن سعد: يوسف بن خالد السمتي، وهو: متروك، كذبه ابن معين والفلاس وأبو داود، ورماه ابن حبان بالوضع، وقال فيه ابن معين مرة: «زنديق، كذاب، لا يكتب عنه شيء» [انظر: التهذيب (٤/ ٤٥٤) وغيره]، وأما ابنه خالد بن يوسف: فضعف، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: «يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه» [انظر: الثقات (٨/ ٢٢٦)، الكامل (٣/٤٥)، الميزان (١/ ٦٤٨)، اللسان (٣/ ٣٥٠)].

ولا أستبعد أن يكون يوسف بن خالد قد وضع هذا الحديث نصرة لمذهب أبي حنيفة، فقد كان من أصحابه الذين لازموه، وكان له بصر بالشروط، وهو أول من وضع كتاب الشروط، وهذا منه، والله أعلم.

• وسئل الدارقطني عن حديث أبي صالح، عن أبي هريرة: ذكرت اللقطة عند

<<  <  ج: ص:  >  >>