تابعه عليها: سفيان الثوري، وزيد بن أبي أنيسة، وسعد بن إبراهيم الزهري؛ فهي زيادة محفوظة، وقد أشار مسلم في صحيحه إلى ذلك بذكر ثلاثة تتابعوا عليها [راجع الحديث رقم (١٧٠٣)].
وأما حديث ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فلم ينفرد بها أيضا حماد بن سلمة عنه، بل تابعه عليها: سفيان الثوري، فقال في رواية الفريابي عنه [عند ابن الجارود]: سأل أعرابي النبي ﷺ عن اللقطة، فقال:«عرفها سنة؛ فإن جاءك أحد يخبرك بعفاصها ووكائها، وإلا فاستمتع بها»، ورواية ابن مهدي بمعناها، حيث قال:«يخبرك بها»، فهي محفوظة أيضا من حديث ربيعة، والله أعلم.
وأما حديث يحيى بن سعيد الأنصاري، فلم يتابع حماد بهذه الزيادة عنه، ولعله حمل حديث يحيى على حديث ربيعة، وساقه بسياق حديث ربيعة، والله أعلم.
• ولحديث زيد بن خالد طريق أخرى:
• رواه معمر بن راشد [ثقة ثبت]، عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، عن خالد بن زيد، عن أبيه زيد بن خالد الجهني؛ أنه سأل رسول الله ﷺ، أو: أن رجلا سأله عن ضالة راعي الغنم؟ فقال:«هي لك، أو لأخيك، أو للذئب»، قال: وقال غيره: «لأخيك».
قال: ما تقول يا رسول الله في ضالة الإبل؟ قال:«ما لك ولها، معها سقاؤها، وحذاؤها، وتأكل من أطراف الشجر».
قال معمر: وسمعت غيره يقول: «ولعله يتذكر وطنه فيرجع»، ثم رجع إلى الحديث. وقال: يا رسول الله، ما تقول في الورق إذا وجدتها؟ قال:«اعلم وعاءها، ووكاءها، وعددها، ثم عرفها سنة، فإن جاء صاحبها، فادفعها إليه، وإلا فهي لك، استمتع بها»، أو نحوا من هذا.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٣/ ١٤٩)، وعبد الرزاق (١٠/١٣٠/١٨٦٠١)، وعنه: أحمد (٤/ ١١٥)، والطبراني في الكبير (٥/٢٥٤/٥٢٦٣)، والخطيب في الموضح (١/ ١١٣) [المسند المصنف (٨/ ٤١٧٧ / ٣٥٤)].
وهذا حديث حسن؛ دون ما زاده معمر؛ فإنه لا يثبت، وإسناده لا بأس به في المتابعات؛ خالد بن زيد بن خالد الجهني: مجهول، لم يرو عنه سوى عبد الله بن محمد بن عقيل، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم يأت في هذا الحديث بما ينكر عليه [التاريخ الكبير (٣/ ١٤٩)، الجرح والتعديل (٣/ ٣٣١)، الثقات (٤/ ١٩٧)، التهذيب (١/ ٥٢٠)، الثقات لابن قطلوبغا (٤/ ١٠١)]
وعبد الله بن محمد بن عقيل: سبق الكلام عليه مرارا [انظر مثلا: الأحاديث المتقدمة برقم (٦١ و ١٢٦ و ٢٨٧ و ٦٣٠)، وانظر: فضل الرحيم الودود (٣/٣٤٨/٢٨٧)]، وأن حديثه إنما يقبل أو يرد بحسب القرائن، وهو حسن الحديث إذا لم يخالف، ولم يختلف