وقال إسحاق بن عيسى: قال لي مالك قال: شأنك بها: تصدق بها.
قلت: هكذا تأوله مالك، والروايات يفسر بعضها بعضاً: ففي رواية إسماعيل بن جعفر: «ثم استنفق بها»، وفي رواية الثوري: «وإلا استنفقها، أو استمتع بها»، وفي رواية عمرو بن الحارث: «فإذا لم يأت لها طالب فاستنفقها»، وفي رواية سليمان بن بلال: «ثم استمتع بها»، وكذا في رواية محمد بن جعفر الإرشاد إلى استنفاقها؛ فدل مجموع روايات حديث زيد بن خالد الجهني على إباحة تملكها بعد تعريفها سنة، فإن جاء صاحبها ضمنها له، والله أعلم.
وقال ابن حبان: «الأمر باستعمال الانتفاع باللقطة بعد تعريف سنة، أضمر فيه اعتقاد القلب على ردها على صاحبها إذا جاء، وعرف عفاصها ووكاءها».
• وله طرق أخرى عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن:
١ - رواه عبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح، ومحمد بن يوسف الفريابي، وقبيصة بن عقبة، وعبد الرزاق بن همام، وعبد الله بن وهب:
عن الثوري، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني، قال: جاء أعرابي إلى النبي ﷺ يسأله عن اللقطة، فقال: «عرفها سنةً، ثم اعرف عفاصها ووكاءها»، أو قال: «وعاءها، فإن جاء صاحبها، فادفعها إليه، وإلا استنفقها، أو استمتع بها».
قال: يا رسول الله، ضالة الغنم؟ قال: «إنما هي لك، أو لأخيك، أو للذئب».
قال: فسأله عن ضالة الإبل، فتغير وجه رسول الله ﷺ فقال: «ما لك ولها؟ معها حذاؤها، وسقاؤها، ترد الماء، وتأكل الشجر، دعها حتى يلقاها ربها». لفظ عبد الرزاق، وبنحوه رواه الفريابي، ولفظ وكيع مختصر.
ولفظ ابن مهدي [عند البخاري (٢٤٢٧)]: جاء أعرابي النبي ﷺ، فسأله عما يلتقطه، فقال: «عرفها سنةً، ثم احفظ عفاصها ووكاءها، فإن جاء أحد يخبرك بها، وإلا فاستنفقها».
قال: يا رسول الله، فضالة الغنم؟ قال: «لك، أو لأخيك، أو للذئب».
قال: ضالة الإبل؟ فتمعّر وفي رواية: فتغير وجه النبي ﷺ، فقال: «ما لك ولها، معها حذاؤها وسقاؤها، ترد الماء، وتأكل الشجر».
وفي رواية الفريابي [عند ابن الجارود]: سأل أعرابي النبي ﷺ عن اللقطة، فقال: «عرفها سنةً؛ فإن جاءك أحد يخبرك بعفاصها ووكائها، وإلا فاستمتع بها»، ثم ذكر ضالة الإبل والغنم، كالجماعة. ورواية ابن مهدي بمعناها، حيث قال: «يخبرك بها».
أخرجه البخاري (٢٤٢٧) و (٢٤٣٨)، ومسلم (٣/ ١٧٢٢)، وأبو عوانة (١٤/ ٧٥/ ٦٨٩٢)، وأبو نعيم في مستخرجه على البخاري (٣١٦) و (٣٢٧)، وابن الجارود (٦٦٧) (٦٧٦ - ط التأصيل)، وأحمد (٤/ ١١٧)، وعبد الرزاق (١٠/ ١٣٠/ ١٨٦٠٢)، وابن أبي شيبة (٤/ ٤١٥/ ٢١٦٤٣) (١٢/ ١٣٠/ ٢٣٠٠٧ - ط الشثري)، و (٧/ ٢٩٢/ ٣٦١٩٥) (٢٠/ ٢٤٩/