كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٤ - كتاب اللقطة - ج: 23 - ص: 17

الأول: أن الأمر بتعريفها عاماً إنما تكرر في نفس العام، وأن أبياً إنما كان يراجع النبي ﷺ قبل تمام الحول، فيأمره بأن يرجع فيعرفها إلى تمام الحول، وكأن أبي بن كعب فهم أن المقصود أن يعرفها حتى لا تُعترف، وليس إلى تمام الحول؛ فلذا كان يرجع إلى النبي ﷺ فيخبره بأنه قد عرفها، لكن لم يجد من يعرفها، فيرشده النبي ﷺ إلى إتمام الحول في التعريف، والله أعلم.

والثاني: قوله: «واخلطها لمالك، فإن جاء ربها، فأدها إليه»؛ فدل الأمر بخلطها بماله على جواز تملكها بعد إتمام تعريفها حولاً كاملاً، لكن إذا جاء صاحبها ضمنها له، وأداها إليه، والله أعلم.

خالف الجماعة، فلم يضبط اسم تابعي هذا الحديث الذي رواه عن أبي بن كعب:

أ - روى محمد بن أبي بكر المقدمي [بصري ثقة]: ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي: ثنا عمارة بن غزية، عن سلمة بن كهيل، عن صعصعة بن صوحان، قال: أقبل هو ونفر معه، فوجدوا سوطاً، فأخذه صاحبه، فلم يأمروه ولم ينهوه، فقدمت المدينة، فلقينا أبي بن كعب، فسألناه، فقال: وجدت مائة دينار في زمن النبي ﷺ، فسألت النبي ﷺ، فقال: «عَرِّفها حولاً»، فكرر عليه، حتى ذكر أحوالاً ثلاثة، فقلت: يا رسول الله! فقال: «شأنك بها».

أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (٥/ ١٤٣)، وأبو عوانة (١٤/ ٦٨ / ٦٨٨٥). [الإتحاف (٤٨)، المسند المصنف (٣٦)].

فلم يضبط إسناده، ولم يقم متنه؛ إلا أنه تابع الجماعة على ذكر الأحوال الثلاثة.

قال أبو عوانة: «عمارة: غلط في إسناده، فقال: عن سلمة، عن صعصعة بن صوحان، قال: أقبل هو ونفر».

وقال ابن حجر في الإتحاف: « … ، إلا أن عمارة بن غزية قال في روايته: عن صعصعة بن صوحان، بدل سويد بن غفلة، فوهم فيه، والصواب: عن سويد بن غفلة، وله فيه قصة مع زيد بن صوحان لا مع أخيه صعصعة». قلت: هو حديث شاذ؛ عمارة بن غزية: من رجال مسلم، وعلق له البخاري، قال عنه أحمد وأبو زرعة وابن سعد والعجلي والدارقطني: «ثقة»، وقال أحمد مرة: «ما أعلم إلا خيراً»، وقال ابن معين: «ليس به بأس»، وفي رواية: «صالح»، وقال أبو حاتم: «ما بحديثه بأس، كان صدوقاً»، وقال النسائي: «ليس به بأس»، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في المشاهير: «من حفاظ أهل المدينة، كان يخطيء»، وأورده العقيلي في الضعفاء فلم يحسن، وشذ ابن حزم فقال: «ضعيف»، فهو: لا بأس به، وله أوهام [تاريخ ابن معين للدارمي (٥٨٥)، من كلام أبي زكريا في الرجال (٣٨٨)، العلل ومعرفة الرجال (٣١٠٦ و ٤٤٥٩ و ٤٥٦٧)، ضعفاء العقيلي (٣/ ٣١٥)، الجرح والتعديل (٦/ ٣٦٨)، الثقات (٧/ ٢٦٠)، المشاهير (١٠٦٤)، سؤالات البرقاني (٣٧٤)، علل الدارقطني (١/١٨٧/١٣)