رواية ابن حبان: والله لا أدعه تأكله السباع، لأستمتعن به]، فأبيا علي، وأبيت عليهما، فلما رجعنا من غزاتنا، حججت فأتيت المدينة، فلقيت أبي بن كعب، فذكرت له قولهما وقولي لهما، فقال:[أحسنت]، وجدت صرة فيها مائة دينار على عهد رسول الله ﷺ، فأتيت رسول الله، فذكرت له ذلك، فقال:«عرفها حولا»، فعرفتها حولا، فلم أجد من يعرفها، فأتيته، فقلت له: لم أجد من يعرفها، فقال:«عرفها حولا»، ثلاث مرات، ولا أدري قال له ذلك في سنة، أو في ثلاث سنين، فقال لي في الرابعة:«اعرف عددها، ووكاءها، فإن وجدت من يعرفها، وإلا فاستمتع بها».
ج ورواه أيضا عن شعبة:
غندر محمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مهدي، وخالد بن الحارث، وسليمان بن حرب، وعفان بن مسلم، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وأبو داود الطيالسي، وآدم بن أبي إياس، وبهز بن أسد، وبشر بن عمر الزهراني، وأبو عمر حفص بن عمر الحوضي، وعثمان بن جبلة، والحسن بن موسى الأشيب، وعمرو بن مرزوق [وهم ثقات، من أصحاب شعبة]:
حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت سويد بن غفلة، قال: خرجت أنا وزيد بن صوحان، وسلمان بن ربيعة، غازين، فوجدت سوطا فأخذته، فقالا لي: دعه، فقلت: لا، ولكني أعرفه، فإن جاء صاحبه، وإلا استمتعت به، قال: فأبيت عليهما، فلما رجعنا من غزاتنا، قضي لي أني حججت، فأتيت المدينة، فلقيت أبي بن كعب، فأخبرته بشأن السوط وبقولهما، فقال: إني وجدت صرة فيها مائة دينار على عهد رسول الله ﷺ، فأتيت بها رسول الله ﷺ، فقال:«عرفها حولا»، قال: فعرفتها، فلم أجد من يعرفها، ثم أتيته، فقال:«عرفها حولا»، فعرفتها، فلم أجد من يعرفها، ثم أتيته، فقال:«عرفها حولا»، فعرفتها، فلم أجد من يعرفها، فقال:«احفظ عددها، ووعاءها، ووكاءها، فإن جاء صاحبها؛ وإلا فاستمتع بها»، فاستمتعت بها.
فلقيته بعد ذلك بمكة، فقال: لا أدري بثلاثة أحوال، أو حول واحد. لفظ غندر [عند مسلم]، وبنحوه لفظ ابن مهدي [عند المحاملي]، وبنحوه لفظ خالد بن الحارث [عند النسائي]، وليس في آخره موضع الشك، وبنحوه لفظ سليمان بن حرب [عند البخاري]، وقال في المرفوع: فقال: «عرفها حولا»، فعرفتها حولا، ثم أتيت، فقال:«عرفها حولا»، فعرفتها حولا، ثم أتيته، فقال:«عرفها حولا»، فعرفتها حولا، ثم أتيته الرابعة: فقال: «اعرف عدتها، ووكاءها، ووعاءها، فإن جاء صاحبها، وإلا استمتع بها».
وفي آخر رواية عثمان بن جبلة [عند البخاري] قال: فلقيته بعد بمكة، فقال: لا أدري أثلاثة أحوال، أو حولا واحدا.
وفي آخر رواية بشر بن عمر [عند أبي عوانة]: قال سلمة: لا أدري في ثلاثة أعوام هذا، أو في عام واحد. وهو نفس ما قاله في رواية يحيى بن سعيد القطان.