للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

د - ورواه طالوت بن عباد [صدوق. اللسان (٤/ ٣٤٦)]: ثنا جميل بن عنبسة أبو النضر [لم أعثر له على ترجمة]، قال: سمعت عبد الله بن أبي مليكة، يحدث عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: قلت: يا رسول الله، ليس لي مال فأرضخ إلا ما أدخل بيتي الزبير، فقال رسول الله : «يا أسماء، ارضخي، ولا توكي فيوكى عليك».

أخرجه الطبراني في الكبير (٢٢/ ٩٥/ ٢٥٥).

في إسناده رجل لا يدرى من هو؟

هـ - ورواه الحجاج بن أرطاة، عن ابن أبي مليكة، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: قلت يا رسول الله، ما يحل لي من مال الزبير؟ قال: «الرُّطْبُ». يعني: الطعام.

أخرجه الطبراني في الكبير (٢٢/ ٩٦/ ٢٥٧).

قلت: وهذا حديث منكر؛ حجاج بن أرطأة: ليس بالقوي، يدلس عن الضعفاء والمتروكين، ولم يذكر سماعاً في هذا الحديث عن ابن أبي مليكة، فلعله دلسه؛ ولا يحتمل تفرده بهذا عن ابن أبي مليكة دون بقية أصحابه الثقات، وحديثه هذا ليس بشيء، بل هو حديث منكر؛ حيث خالف حجاج جماعةً من الثقات ممن رووه عن ابن أبي مليكة بلفظ: «أعطي، ولا توكي فيوكي الله عليك»، أو: «ارضخي بما استطعت، ولا توكي فيوكي الله عليك»، وألفاظهم متقاربة، وليس في رواية أحد منهم ذكر الرطب من الطعام، والله أعلم.

• هكذا روى هذا الحديث عن ابن أبي مليكة، عن أسماء، بدون واسطة بينهما:

أيوب السختياني، ونافع بن عمر الجمحي، وعبد الجبار بن الورد المخزومي، وحماد بن يحيى الأبح، وغيرهم.

وقد صرح فيه أيوب بن أبي تميمة السختياني، وهو: ثقة ثبت، حجة، من كبار الفقهاء والعباد؛ صرح فيه بسماع ابن أبي مليكة من أسماء، فقال: حدثنا عبد الله بن أبي مليكة: حدثتني أسماء بنت أبي بكر؛ ويبعد على أيوب الوهم في مثل هذا.

فإن قيل: فهل يعله من رواه عن ابن أبي مليكة بواسطة بينه وبين أسماء؟

فقد رواه حجاج بن محمد المصيصي، وأبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد، وروح بن عبادة، ومحمد بن عبد الله الأنصاري [وهم ثقات، وأثبتهم في ابن جريج: حجاج بن محمد]:

عن ابن جريج [ثقة حافظ، مكي، بلدي لابن أبي مليكة]، قال: أخبرني ابن أبي مليكة؛ أن عباد بن عبد الله بن الزبير أخبره، عن أسماء بنت أبي بكر؛ أنها جاءت [إلى] النبي ، فقالت: يا نبي الله! ليس لي شيء إلا ما أدخل علي الزبير، فهل علي جناح في أن أرضخ مما يُدخل علي؟ فقال: «ارضخي ما استطعت، ولا توكي فيوكي الله عليك». لفظه عند ابن سعد والنسائي، وهو أتم وبنحوه لفظه عند مسلم، لكن قال: «ارضخي ما استطعت، ولا توعي فيوعي الله عليك».

<<  <  ج: ص:  >  >>