للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أبي هريرة، عن النبي ، قال: «قال الله: أنا الرحمن، وأنا خلقت الرحم، واشتققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتته».

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (٣/ ٤٣٢)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥/ ٤٠٦).

قلت: وفي هذا سلوك للجادة، والطريق المسلوكة؛ فإنه يسبق إلى اللسان في حديث يحيى، أن يقال: عن أبي سلمة عن أبي هريرة، والله أعلم.

وذكر الدارقطني في العلل (٤/ ٢٩٥/ ٥٧٦) اختلافاً في إسناده على الأوزاعي غير هذا، ومنه: «شعيب بن إسحاق، وابن أبي العشرين عن الأوزاعي، عن يحيى، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، قال: حدثني فلان عن عبد الرحمن بن عوف».

وعبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين: كاتب الأوزاعي، صدوق، لينه جماعة، وكان يخالف في حديثه، ويخطئ في حديث الأوزاعي، لكن ذهب هشام بن عمار إلى القول بأنه أثبت أصحاب الأوزاعي [تاريخ دمشق (٣٤/ ٥٧)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٣٠)، التهذيب (٢/ ٤٧٤)، التقريب (٥٦٤) وشعيب بن إسحاق: دمشقي، ثقة.

قلت: وهذا اضطراب ظاهر من الأوزاعي في هذا الحديث يسقط الاحتجاج به، فإن الأوزاعي: لم يكن يقيم حديث يحيى بن أبي كثير، لم يكن عنده في كتاب، ضاع كتابه عن يحيى، فكان يحدث به من حفظه، ويهم فيه [شرح علل الترمذي (٢/ ٦٧٧)].

وإن كان الأشبه منها بحديث الجماعة من أصحاب يحيى:

رواية شعيب بن إسحاق، وابن أبي العشرين عن الأوزاعي، عن يحيى، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، قال: حدثني فلان عن عبد الرحمن بن عوف، والله أعلم.

• ورواه عكرمة: نا يحيى: نا أبو سلمة، قال: جاء نسيب لعبد الرحمن بن عوف يعوده في مرضه، فقال له: أفلان؟ قال: نعم، قال: وصلتك رحم، إني سمعت رسول الله يقول: قال الله: أنا الرحمن، شققت الرحم من اسمي، فمن يصلها وصلته، ومن يقطعها قطعته، أو قال: «ومن يبتها أبتته».

أخرجه الهيثم بن كليب الشاشي في مسنده (٢٤٠).

قلت: عكرمة بن عمار: صدوق يغلط، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولم يكن له كتاب [التقريب (٦٨٧)] [تقدمت له أحاديث وقع منه الاضطراب أو الوهم فيها، انظر مثلاً: فضل الرحيم الودود (١/٤٨/١٥) و (١/ ٤٠٠/ ٩٧) و (٩/ ١٣٩/ ٨٢١) و (٩/ ٣٨٩/ ٨٥٥)].

قال الإمام أحمد: «عكرمة: مضطرب الحديث عن يحيى بن أبي كثير»، وكذا قال يحيى بن سعيد، وابن المديني، والبخاري، وأبو حاتم، وأبو داود، والنسائي، والترمذي، وابن حبان [التهذيب (٣/ ١٣٣)، جامع الترمذي (١٠٢٤)، علل الحديث لابن عمار الشهيد (١٣)، ضعفاء العقيلي (٣/ ٣٧٨)، الجرح والتعديل (١/ ٢٣٦) و (٧/١٠)].

<<  <  ج: ص:  >  >>