مسند عبد الرحمن بن عوف (٣٨)، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (٢٠٥)، وأبو يعلى (٢/ ١٥٥/ ٨٤١)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (٢٥٤)، والهيثم بن كليب الشاشي في مسنده (٢٥٢)، وابن الجوزي في البر والصلة (٢٣٢)، والضياء في المختارة (٣/ ٩٥/ ٨٩٧ و ٨٩٨). [الإتحاف (١٠/ ٦٣٣/ ١٣٥٢٤)، المسند المصنف (١٩/ ٤٦٨/ ٩٠٣٦)].
قال الحاكم:«وهذه الأحاديث كلها صحيحة».
قلت: وهذا إسناد صحيح؛ رجاله كلهم ثقات غير عبد الله بن قارظ.
وابنه إبراهيم بن عبد الله بن قارظ: تابعي كبير، ثقة، من الطبقة الثانية، روى عن جمع من الصحابة، وروى عنه جمع من التابعين، وسمع من كبار الصحابة، مثل: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب [التاريخ الكبير (١/ ٣١٢) و (٥/٤٠)، الجرح والتعديل (٢/ ١٠٩) و (٢/٥)، الثقات (٤/٧)، التهذيب (١/ ٧٢)] [وانظر للتنبيه: علل الترمذي الكبير (٢٠٨)، علل ابن أبي حاتم (٧٣٢)].
وعليه فيقال في عبد الله بن قارظ، مثل ما قيل في أبي الرداد، وأن جهالة مثله محتملة، وهو متابع قوي لحديث أبي الرداد عن عبد الرحمن بن عوف، والله أعلم.
وقد اختلف في إسناد هذا الحديث على يحيى بن أبي كثير، كما سيأتي بيانه، وأثبت من رواه عن يحيى هو: هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وهو: ثقة ثبت، وهو أثبت الناس في يحيى بن أبي كثير، ولا يضره تفرد يزيد بن هارون عنه؛ فإنه: ثقة حافظ متقن.
والذي أراه أن رواية شيبان وأبان تقوي رواية هشام من جهة الاشتراك في أصل الرواية، واتفاقهم على إسناده في شيخ يحيى بن أبي كثير، سوى أن شيبان أبهم الواسطة بين إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، وبين عبد الرحمن بن عوف، وأما أبان فإنه أسقطها، ولا يضر ذلك في نظري؛ فإن من حفظ حجة على من لم يحفظ، لا سيما إذا كان مقدماً في الحفظ والضبط، ثم هو مقدم عليهما في شيخه يحيى بن أبي كثير، والقول قول هشام عند الاختلاف على يحيى، فما قصر به شيبان وأبان حفظه هشام؛ فيحتمل منه في الزيادة والضبط ما لا يحتمل من غيره، والله أعلم.
• ورواه سعد بن حفص الطلحي [المعروف بالضخم: ثقة]، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى: أخبرني إبراهيم بن عبد الله بن قارظ الزهري؛ أن رجلاً أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف؛ أنه سمع النبي ﷺ، يقول: قال الله ﵎: «إني أنا الرحمن، وهي الرحم، وشققت لها من اسمي، فمن يصلها أصله، ومن يقطعها قطعته، ومن يبتتها أبتته».
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (١/ ٣١٢)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١٦٩ - الجزء المفقود).
قلت: قصر به شيبان بن عبد الرحمن النحوي، وهو: ثقة، من أثبت أصحاب يحيى، وذكر الدارقطني في العلل (٤/ ٢٩٥/ ٥٧٦) أن أبان بن يزيد العطار تابعه على ذلك، ولا أراه يثبت عنه.