محمد بن عيسى الزهري: مدني نزل بغداد، ضعفه الجمهور، ومشاه بعضهم، لكن قال فيه أحمد:«ليس بشيء، ليس يسوي شيئا»، وقال أبو زرعة:«واهي الحديث»، وقال مرة:«منكر الحديث»، وهذا توهين شديد من اثنين من المعتدلين في نقد الرجال، وقال ابن عدي:«أحاديثه لا يتابع عليها»، وله مناكير وأباطيل تفرد بها عن الثقات المشاهير، وقد روى حديثا باطلا عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في دفن الشعر وقلامة الظفر، قال فيه أبو زرعة:«حديث باطل، ليس له عندي أصل»، ثم قال:«ويعقوب بن محمد هذا: شيخ واهي الحديث»، وله أباطيل أخرى بهذا الإسناد، فضلا عن أوهامه في الأسانيد، وهو أيضا ممن حدث عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي ﷺ قال:«من لم يكن عنده صدقة فليلعن اليهود، قال ابن معين: هذا كذب باطل، لا يحدث بهذا أحد يعقل»، وهو القائل فيه:«أحاديثه تشبه أحاديث الواقدي»؛ يعني: تركوا حديثه [العلل ومعرفة الرجال (٣/ ٥٧٤٥/ ٣٩٦)، سؤالات البرذعي (٢/ ٣٥٢ و ٤٤٩ و ٦٩١)، ضعفاء العقيلي (٤/ ٤٤٥)، الجرح والتعديل (٩/ ٢١٤)، علل ابن أبي حاتم (٢٤١٤ و ٢٥٣٣)، الثقات (٩/ ٢٨٤)، الكامل (٧/ ١٤٩)، علل الدارقطني (٢/ ٨٣/ ١٢٧) و (٣/ ٣٢٤/ ١٥٢) و (١٢/ ١١١/ ٢٤٩٢)، أطراف الغرائب والأفراد (٩٤٩ و ٢٤٥٠ و ٣٠١٧ و ٥٥٠٤ و ٥٩٢١)، الموضح (١/ ١٤٦)، تاريخ بغداد (١٦/ ٣٩١ - ط الغرب)، الميزان (٤/ ٤٥٤)، التهذيب (٤/ ٤٤٧)].
• وعليه: فالقول فيه قول مالك، وهو أعلم الناس بحديث أهل المدينة.
وسعيد بن سعد بن عبادة: صحابي صغير [التهذيب (٢/٢١)، التقريب (٢٣١٨)]، وحفيده سعيد بن عمرو بن شرحبيل الأنصاري المدني: ثقة، من السادسة [التهذيب (٢/٣٦)، التقريب (٢٣٧٣)]، وأبوه عمرو بن شرحبيل الأنصاري المدني: روى عنه جماعة من ثقات أهل المدينة، بعضهم من التابعين، وأخرج له مالك في الموطأ، كما أخرج له النسائي في سننه، وذكره ابن حبان في الثقات، وصحح له هذا الحديث: ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم [التاريخ الكبير (٦/ ٣٤١)، الجرح والتعديل (٦/ ٢٣٨)، الثقات (٧/ ٢٢٥)، المتفق والمفترق (٣/ ١٦٩٥)، التهذيب (٣/ ٢٧٦)].
فهو: صدوق، فإن مالكا هو الحكم في أهل المدينة، ومن أخرج له مالك في موطئه فهو ثقة عنده، وقد كان مالك من أشد الناس انتقادا للرجال، فقد سأل بشر بن عمر الزهراني مالك بن أنس عن رجل، فقال:«هل رأيته في كتبي؟»، قال: لا، قال:«لو كان ثقة لرأيته في كتبي»، وفي رواية:«أترى في كتبي عنه شيئا؟ لو كنت أرضاه رأيت في كتبي عنه»، وقد سبق تقرير هذا القول، ونقل كلام أهل العلم فيه تحت شواهد الحديث السابق برقم (٦٢٣).
ثم إن عمرو بن شرحبيل هنا يروي عن أهل بيته، وأهل بيت الرجل أعلم بحديثه.
وبهذا التفصيل: يظهر أن سعيد بن عمرو بن شرحبيل روى هذا الحديث، عن أبيه